
قدموا 14 توصية.. مثقفون كويتيون وعرب يتباحثون حول الثقافة في الكويت قبل النفط
افتتح أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الدكتور محمد خالد الجسار، صباح يوم الأحد 27 أبريل 2025 أعمال الندوة الفكرية“الثقافة في الكويت قبل النفط”، وذلك في قاعة البدع الكبرى – فندق موفنبيك البدع ، ضمن فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025”، تحت رعاية عبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالكويت، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور الجسار بالمشاركين من باحثين وأكاديميين ومثقفين، مؤكدًا أن هذه الندوة تشكّل فرصة ذهبية لاستعادة الذاكرة الثقافية الكويتية قبل الطفرة النفطية ، واستكشاف أبعادها الفكرية والاجتماعية والفنية.
وأشار إلى أن دراسة مرحلة ما قبل النفط تتيح فهماً أعمق لجذور الهوية الوطنية ومسارات تطورها، قائلًا: “لقد حرصنا على تسليط الضوء على الحقبة ما قبل النفط لأنها تمثل المرحلة التأسيسية التي شهدت ولادة الملامح الأولى للهوية الثقافية الكويتية بكل أبعادها، وكذلك العصر الذهبي للتفاعل المجتمعي العفوي الذي أبدع أشكالاً ثقافية أصيلة من ديوانيات ومجالس علم وأدب، وأيضًا الفترة التي تجسد قدرة الإنسان الكويتي على الإبداع رغم شح الموارد، مما يؤكد أن الثقافة كانت ولا تزال ثروتنا الحقيقية.
واستكمل أن احتفال الكويت هذا العاًم بلقب عاصمة الثقافة العربية ليس مجرد حدث عابر، بل هو اعتراف بدورنا الريادي في المشهد الثقافي العربي. وتأتي هذه الندوة لتؤكد أن اختيار الكويت لم يأت من فراغ، بل هو تتويج لمسار ثقافي عريق بدأ قبل عقود من اكتشاف النفط.
وقال إن دراسة هذه الحقبة التاريخية تكتسب أهمية مضاعفة اليوم لأنها توثق الذاكرة الثقافية الوطنية وتقدم نموذجاً للتواصل الحضاري وتسهم في تعزيز الانتماء لدى الأجيال الجديدة كما أنها تثري الحوار حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.
وتلت كلمة الافتتاح انطلاق الجلسة الأولى من جلسات الندوة الفكرية والتي أدارها الدكتور محمد خالد الجسار – الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واشتملت على ثلاثة أوراق علمية، حسب التالي:
1- “الجذور الثقافية في الكويت” للدكتورة نورية الرومي،
2- “المشهد الثقافي في الكويت قبل النفط” للدكتور سليمان الشطي،
3- “الواقع الاقتصادي والثقافة” للدكتور عبدالله النجدي.
وتوالت بعد ذلك الجلسات على فترتين صباحية ومسائية ولمدة يومي الأحد 27 والأثنين 28 أبريل، بمحاور تناقش قضايا التنوير واللغة والمرأة والهوية الكويتية قبل التحولات الاقتصادية الكبرى ويشارك بها نخبة من الأكاديميين والمفكرين والمثقفين من الكويت والعالم العربي.
معرض مصغر للحرف اليدوية
كما صاحب الندوة الفكرية معرض مصغر للحرف اليدوية التقليدية لفترة ماقبل النفط مثل حرفة السدو وحرفة القلاف ( صناعة السفن ) وركن لمطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدورية والخاصة ومجلة العربي ، كما اشتمل على عرض بعض المقتنيات من المطبوعات التراثية الخاصة بتلك الحقبة قدمها الأستاذ صالح المسباح .
وفي الجلسة الختامية لأعمال الندوة الفكرية الثقافة في الكويت قبل النفط قدمت عائشة المحمود الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة كلمة ختامية وقالت إن هذه الندوة شكلت محطة معرفية مهمة لاستكشاف ملامح الهوية الثقافية الكويتية في حقبة ما قبل التحول الاقتصادي.
وتابعت: لقد أثرتنا هذه الندوة بما طُرح فيها من بحوث علمية رصينة، ونقاشات ثرية، سلطت الضوء على الجوانب الفكرية والاجتماعية والأدبية التي شكّلت البنية الثقافية للكويت قبل اكتشاف النفط، وأعادت إلى الذاكرة إرثاً ثرياً يستحق التقدير والعناية والتوثيق، وإننا في المجلس الوطني، نؤمن بأهمية تسليط الضوء على هذه المراحل التاريخية المفصلية، ليس فقط لأنها تمثل جذور هويتنا الثقافية، بل لأنها تؤكد أيضاً أن الكويت كانت، وستظل، منارة للعلم والتنوير والثقافة.
كما وجهت الشكر للباحثين الأفاضل على جهودهم المتميزة وأبحاثهم القيمة، التي أضافت عمقاً معرفياً وساهمت في إنجاح هذه الفعالية،
وأوضحت أنه سوف يتم استثمار نتاج هذه الندوة في مبادرات وبرامج قادمة ، متمنية أن تكون هذه الفعالية خطوة أولى ضمن سلسلة من المبادرات التي تكرّس الاهتمام بالموروث الثقافي الكويتي، وتعمّق الوعي به في الأوساط الأكاديمية والثقافية.
وقدمت بعدها فوزية جاسم العلي رئيس لجنة الصياغة التوصيات الصادرة عن ندوة “الثقافة في الكويت قبل النفط”، حيث أشارت إلى أن اللجنة استقبلت عددا من التوصيات من المشاركين والباحثين في الندوة وقامت بتنقيحها وإعادة صياغتها وجاءت التوصيات على النحو التالي:
14 توصية
1. توثيق التراث الثقافي والاجتماعي والفني الكويتي قبل النفط:
العمل على توثيق التراث الشفوي والمادي بمختلف أشكاله، ورقمنته، مع إتاحة الأرشيف الوطني القديم للباحثين، بما يشمل الرسائلوالمخطوطات والصور والسجلات الثقافية.
2. تعزيز البحث والدراسات الأكاديمية:
تشجيع البحوث الميدانية والدراساتالأكاديمية حول الثقافة والمجتمع الكويتي قبل النفط، مع إفساح المجال للباحثين الشباب،والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية وخاصة جامعة الكويت.
3. النشر الثقافي وإحياء الصحافةالثقافية:
دعم إعادة إصدار ودراسة المجلات والصحفالقديمة التي ساهمت في تشكيل الوعيالثقافي الكويتي، ودمجها ضمن المناهج الأكاديمية.
4. الاهتمام بإسهامات المرأة:
إبراز دور المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافيةخلال مرحلة ما قبل النفط ضمن الدراسات والخطاب الثقافي.
5. تطوير المناهج الدراسية في مختلفالمراحل وربط التراث بالتنمية:
تحديث المناهج التعليمية لتشمل موضوعاتالثقافة والفنون الكويتية قبل النفط، وربطالموروث الثقافي بمشاريع التنمية المجتمعيةلتعزيز الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة.
6. إنشاء مركز متخصص في الكويتللفنون الشعبية:
تأسيس مركز متخصص يهتم بالغناء الشعبي،والأزياء التراثية، وتوثيق الفنون الشعبيةالكويتية.
7. تنشيط الثقافة الغنائية الشعبية:
إلزام الفنانين بإدراج أغنية تراثية واحدة على الأقل ضمن حفلاتهم الغنائية دعماً لإحياءالتراث الشعبي ونشره بين الأجيال
8. تنظيم تجمعات فكرية دورية:
الدعوة إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات علمية وفكرية دورية، يتبناها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لتعزيز الوعي الثقافي وربط الماضي بالحاضر.
9. تعزيز التعاون الثقافي الخليجي والعربي:
تفعيل آليات التعاون مع المؤسسات الخليجيةوالعربية لتبادل الخبرات في مجال البحث الثقافي حول المراحل التاريخية السابقة للتحولات الاقتصادية.
10. تبني استراتيجية وطنية للثقافة:
صياغة استراتيجية وطنية شاملة تحدد أهدافًا وبرامج واضحة لتعزيز الثقافة الكويتية والنهوض بها محليًا وعالميًا.
11. تشكيل لجنة مصغرة تتولى إعداد تصورشامل لتحديد الآليات والأدوات المناسبة لنقلالقيم السامية إلى أبنائنا في المدارس، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية.
12. تنظيم ندوة متخصصة تُعنى بأسس بناءالمجتمع الكويتي وآليات تعزيزها، مع تحديد جلسات تتناول البنيان الاقتصادي، التكوين التعليمي، إضافة إلى رصد التأثيرات الثقافية العربية والعالمية على المجتمع.
١٣. تركيز الاتجاه نحو استثمار الإرث الثقافي الكويتي نحو العالم العربي امتداداً للريادة الثقافية تاريخياً.. لاستشراف مستقبل الحضارةالرقمية ومحاولة توجيهها وقيادتها والتأثير فيها.
14. التركيز على الإعلام والاتصال بوصفهما القسيم الثاني مع الثقافة في مناسبة الاحتفاء بالكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي ٢٠٢٥م.