
يعد البلح الأسود ثمرة ذات قيمة غذائية عالية وله شعبية واسعة بين الكبار والصغار ويشتهر بلونه الداكن الذي يشير إلى غناه بمضادات الأكسدة الفعالة. وتعود أهميته إلى قرون مضت حيث كان جزءا أساسيا من الطب النبوي والقديم وأوصى به الرسول الكريم كما يدخل في صناعة منتجات شهيرة مثل العجوة والتمر.
يمثل البلح الأسود مصدرا طبيعيا وفوريا للطاقة حيث يحتوي على سكريات بسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز التي يتميز الجسم بقدرته على امتصاصها وهضمها بسرعة فائقة. هذا يجعله خيارا مثاليا لبدء اليوم بنشاط أو لتعويض الجسم عن الطاقة المفقودة بعد ساعات الصيام الطويلة خلال شهر رمضان.
يلعب البلح الأسود دورا محوريا في دعم صحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه الغني من البوتاسيوم والمغنيسيوم وهما عنصران ضروريان لتنظيم مستويات ضغط الدم والحفاظ على وظائف عضلة القلب الحيوية. إضافة إلى ذلك تساهم الألياف الغذائية الموجودة فيه في تقليل نسبة الكوليسترول الضار بالدم مما يقي من خطر تصلب الشرايين.
يعزز تناول البلح الأسود صحة الجهاز الهضمي بشكل ملحوظ نظرا لغناه بالألياف التي تحسن حركة الأمعاء وتمنع حدوث مشاكل الإمساك. كما يحتوي على مركبات فريدة تحفز نمو البكتيريا النافعة داخل الأمعاء وهو أمر يدعم صحة الجهاز الهضمي بشكل متكامل ويحسن من كفاءته.
يساهم البلح الأسود بفعالية في الوقاية من فقر الدم أو الأنيميا لأنه غني بعنصري الحديد وحمض الفوليك اللذين يعتبران أساسيين في عملية إنتاج كريات الدم الحمراء. لذلك يعد غذاء مهما ومناسبا للنساء خلال فترة الحمل وللمرضى الذين يعانون من نقص في مستويات الحديد بالجسم.
يحتوي البلح الأسود على مجموعة متكاملة من المعادن التي تقوي العظام وتحميها مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والمنجنيز. هذه المعادن ضرورية لبناء كتلة العظام وزيادة كثافتها مما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام خصوصا مع التقدم في العمر كما أن وجود فيتامين K يعزز من امتصاص الكالسيوم وتثبيته في العظام.
يعتبر البلح الأسود مفيدا لصحة الجهاز العصبي ووظائف الدماغ لاحتوائه على فيتامينات المجموعة B ومنها فيتامين B6 إلى جانب البوتاسيوم. هذه العناصر مجتمعة تدعم صحة الأعصاب وتحافظ على كفاءة الدماغ كما تساعد مضادات الأكسدة القوية فيه على تقوية الذاكرة والوقاية من الأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة كالزهايمر.
بفضل تركيبته الغنية بمضادات الأكسدة القوية مثل الفلافونويدات والبوليفينولات يساعد البلح الأسود على تقوية جهاز المناعة وزيادة قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات المختلفة. وتلعب هذه المركبات أيضا دورا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع الأمراض السرطانية.
ينعكس تناول البلح الأسود إيجابيا على صحة البشرة والشعر فالفيتامينات والمعادن التي يحتويها خاصة فيتامين C وفيتامين A والزنك تساهم في تجديد خلايا البشرة ومقاومة ظهور التجاعيد ومنحها نضارة وحيوية. في الوقت نفسه يدعم الحديد والنحاس نمو الشعر ويحافظان على قوته ولمعانه.
على الرغم من حلاوة طعمه ومحتواه من السكريات يمكن أن يكون البلح الأسود جزءا من نظام غذائي متوازن لإنقاص الوزن. فالألياف الغذائية التي يوفرها تمنح شعورا بالامتلاء والشبع لفترة طويلة مما يقلل من الرغبة في الإفراط في تناول الطعام عند استهلاكه باعتدال.
يعتبر البلح الأسود غذاء مثاليا للمرأة الحامل لأنه يمدها بالطاقة اللازمة ويحتوي على الحديد وحمض الفوليك الضروريين لنمو الجنين بشكل سليم وصحي. كما تشير بعض الدراسات إلى أنه يساعد على تقوية عضلات الرحم مما قد يساهم في تسهيل عملية الولادة الطبيعية.