
تشهد سوق السيارات السعودية منافسة محتدمة تضيق فيها العلامات التجارية الكورية هيونداي وكيا الخناق على هيمنة تويوتا اليابانية التاريخية حيث أظهرت بيانات النصف الأول من عام 2025 أن الفارق في الحصص السوقية بينهما تقلص بشكل كبير مما ينذر بتغيرات جذرية في خريطة المبيعات خلال الفترة المقبلة.
وتأتي هذه المنافسة في وقت تولي فيه المملكة اهتماماً كبيراً بتوطين صناعة السيارات ضمن خططها الاقتصادية الطموحة حيث يقود صندوق الاستثمارات العامة هذه الجهود عبر استثمارات استراتيجية ضخمة أبرزها امتلاك حصة أغلبية في شركة لوسيد الأمريكية والمساهمة في تأسيس مصنع محلي لها بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف سيارة كهربائية سنوياً.
وضمن هذا التوجه الاستراتيجي دخل الصندوق في شراكة مع شركة هيونداي موتور يستحوذ فيها على 70% من المشروع المشترك لإنشاء مصنع تجميع ضخم من المقرر افتتاحه في الربع الأخير من عام 2026 ومن المخطط أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 50 ألف سيارة سنوياً ستشمل سيارات كهربائية وأخرى تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
ولم يتم الكشف بعد عن الطرازات المحددة التي سيتم إنتاجها محلياً في مصنع هيونداي أو ما إذا كانت خطط الإنتاج ستتوسع لتشمل علامتي كيا وجينيسيس التابعتين للمجموعة الكورية وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام العديد من التكهنات حول مستقبل هذه الشراكة الواعدة وتأثيرها على السوق المحلي والإقليمي.
ولا تقتصر المنافسة على اللاعبين التقليديين فقد برزت العلامات التجارية الصينية كقوة جديدة لا يستهان بها في السوق السعودي بعد أن تمكنت مجتمعة من اقتناص حصة سوقية تبلغ 12% من إجمالي المبيعات ويتوقع محللون أن هذه النسبة قابلة للزيادة في ظل ما تقدمه من جودة متطورة وأسعار تنافسية للغاية.
ويعكس هذا الأداء القوي للسيارات الكورية ثقة المستهلكين المتزايدة فيها حيث بلغت مبيعات طراز هيونداي أكسنت وحده 19080 سيارة بينما قادت سيارة كيا بيجاس مبيعات علامتها التجارية ببيع 15530 وحدة خلال الأشهر الستة الأولى من العام بناء على إجمالي مبيعات السوق التي وصلت إلى 412920 سيارة.