يعد الفستق من المكسرات ذات الشعبية الواسعة التي لا تقتصر قيمتها على مذاقه المميز واستخداماته في صناعة الحلويات الفاخرة بل تمتد لتشمل فوائد صحية كبيرة تجعله عنصرا غذائيا مهما للصحة العامة للجسم وينصح الخبراء بإدراجه ضمن النظام الغذائي نظرا لغناه بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة.
تكمن الأهمية الصحية للفستق في تركيبته الغذائية الغنية فهو يعد مصدرا ممتازا للبروتينات النباتية الضرورية لبناء العضلات والألياف الغذائية التي تدعم عملية الهضم. كما يزخر بفيتامين B6 الذي يلعب دورا حيويا في إنتاج الهيموجلوبين وتنظيم وظائف الأعصاب إلى جانب مجموعة من المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والزنك التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية.
يبرز الفستق كحليف قوي لصحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه العالي من الأحماض الدهنية غير المشبعة والألياف. تساهم هذه المكونات في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم ورفع مستويات الكوليسترول الجيد مما يعزز تدفق الدم ويقلل من خطر تصلب الشرايين. وتشير الدراسات إلى أن تناوله باعتدال قد يساعد مرضى السكري من النوع الثاني على التحكم في مستويات الجلوكوز بعد الوجبات وتحسين حساسية الأنسولين.
على الرغم من كونه غنيا بالسعرات الحرارية إلا أن الفستق قد يكون أداة فعالة في إدارة الوزن فالبروتينات والألياف التي يحتويها تمنح شعورا بالامتلاء والشبع لفترات طويلة مما يحد من الرغبة في تناول وجبات غير صحية ويعزز عملية التمثيل الغذائي. وفي الوقت نفسه تعمل هذه الألياف على تنشيط حركة الأمعاء ودعم نمو البكتيريا النافعة مما يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقي من الإمساك والاضطرابات الهضمية.
تمتد فوائد الفستق لتشمل صحة الدماغ والعين فهو غني بمضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين وهما كاروتينات ضرورية لحماية العين من الأشعة الضارة وتقليل خطر التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر ودعم وضوح الرؤية. كما أن الأحماض الدهنية الصحية ومضادات الأكسدة الأخرى تدعم صحة الخلايا العصبية وتساهم في تحسين الذاكرة والانتباه وقد تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر.
يساهم الفستق أيضا في تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية فمحتواه من فيتامين E والزنك والمركبات المضادة للأكسدة يقوي جهاز المناعة ويساعد على مقاومة العدوى والالتهابات وتسريع عملية التئام الجروح. وعلى صعيد آخر يعمل فيتامين E والأحماض الدهنية على ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف وأضرار أشعة الشمس وتأخير ظهور علامات الشيخوخة. كما أن المعادن الهامة كالمغنيسيوم والكالسيوم والفوسفور تلعب دورا محوريا في تقوية العظام والأسنان والوقاية من الهشاشة.
لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفوائد الصحية ينصح بتناول الفستق بكميات معتدلة كحفنة صغيرة يوميا لتجنب السعرات الحرارية الزائدة. ويفضل اختيار الأنواع غير المملحة للحفاظ على صحة القلب وضغط الدم ويمكن دمجه بسهولة في النظام الغذائي عبر إضافته إلى السلطات أو الزبادي أو تناوله كوجبة خفيفة ومغذية بين الوجبات الرئيسية.
