
أكد استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، الدكتور ضياء حسين، أن مرض ”الفيبروميالجيا“، المعروف أيضًا بالألم العضلي الليفي، يظهر بشكل لافت لدى النساء بمعدل يصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بالرجال.
وأشار إلى أن هذه الإصابات تتركز بشكل خاص في الفئة العمرية ما بين الثلاثين والأربعين عامًا، على الرغم من أن المرض قد يطال الأطفال والمراهقين في بعض الحالات.
اضطرابات مناعية
أوضح الدكتور حسين أن الفيبروميالجيا يُصنف ضمن الأمراض الروماتزمية غير المناعية، وغالبًا ما يكون مصحوبًا باضطرابات مناعية والتهابية ذات طبيعة مزمنة.
وأضاف أنه على الرغم من عدم تحديد سبب دقيق للمرض حتى الآن، فإن بعض الباحثين يميلون إلى فرضية أن منشأه يرتبط بكيفية معالجة الدماغ للإشارات الحسية، حيث يحدث تضخيم للشعور بالألم حتى من المحفزات التي لا يفترض أن تكون مؤلمة.
الدكتور ضياء حسين
عوامل متداخلة
وتابع حسين أن فريقًا آخر من الخبراء يرى أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة التي قد تؤدي إلى الإصابة، من بينها الاستعداد الوراثي، والتعرض للإجهاد البدني والذهني الشديد، والإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية، بالإضافة إلى سوء جودة النوم الذي قد ينجم عن نقص في هرمون الميلاتونين.
ولفت الاستشاري إلى أن العوامل البيئية المحيطة قد تلعب دورًا جوهريًا في تطور المرض، مشيرًا إلى تأثير الصدمات النفسية أو الجسدية التي قد يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة، وكذلك الحوادث أو العمليات الجراحية.
وأضاف أن الضغوط النفسية والاجتماعية المستمرة تعد من العوامل المساهمة، مبينًا أن الأشخاص الذين لا يشعرون بالرضا الوظيفي أو أولئك الذين يتمتعون بمستوى تعليمي واقتصادي مرتفع قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
أبرز الأعراض
وعن أبرز الأعراض المصاحبة للمرض، ذكر الدكتور حسين أنها تشمل شعورًا بألم منتشر في جانبي الجسم، يستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر متواصلة، مع وجود تيبس في العضلات خاصة في فترة الصباح، وشعور دائم بالإرهاق.
وأردف أن قائمة الأعراض تمتد لتشمل اضطرابات في النوم، وظهور مشكلات في التركيز والذاكرة، وهي حالة تُعرف بـ ”الضباب الليفي“، بالإضافة إلى ميول نحو الشعور بالقلق أو الدخول في نوبات اكتئاب.
المنهج العلاجي
وفيما يتعلق بالنهج العلاجي، أشار الدكتور حسين إلى أن الأعراض قد تختفي في بعض الأحيان بشكل تلقائي، إلا أن التدبير العلاجي الفعال يتطلب تبني نمط حياة صحي شامل، وهو ما يُعرف بمفهوم ”الطب الشمولي“.
وأوضح أن هذا النمط يتضمن ممارسات مثل الصيام المتقطع، واتباع نظام غذائي شبيه بنظام دول حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يتميز بانخفاض استهلاك اللحوم الحمراء وغناه بالخضروات والأسماك والبذور، مع ضرورة تجنب الأطعمة المصنعة والمعدلة وراثيًا، ومنتجات الألبان واللاكتوز.
مكملات الغذائية
نصح كذلك بالاستعانة بمجموعة من المكملات الغذائية، من بينها زيت السمك، والماغنيسيوم، وفيتامينات D3 وK2، ومادة الكركمين، والزنجبيل، بالإضافة إلى إنزيم Q10.
وشدد الدكتور ضياء على الأهمية القصوى لتنظيم ساعات النوم ليلًا، بحيث لا تقل عن ثماني ساعات متواصلة، مع إمكانية أخذ قيلولة قصيرة خلال فترة النهار.
ودعا إلى تجنب مسببات التوتر قدر الإمكان، وذلك من خلال تطبيق تقنيات الاسترخاء المختلفة والاستعانة بالمكملات الغذائية المساعدة عند الحاجة، إلى جانب الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي.
وأكد على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي، ورياضة التاي تشي، وتمارين الإطالة والتنفس العميق. محذرا من مغبة الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة للألم، مقترحًا اللجوء إلى العلاج بالليزر المطبق على نقاط الإبر الصينية كوسيلة لتحفيز إفراز الجسم للمواد الطبيعية المسكنة للألم.