ريجيم البروتين.. سلاح ذو حدين لإنقاص الوزن فهل يناسبك حقًا

ريجيم البروتين.. سلاح ذو حدين لإنقاص الوزن فهل يناسبك حقًا
ريجيم البروتين.. سلاح ذو حدين لإنقاص الوزن فهل يناسبك حقًا

أصبح نظام البروتين الغذائي أحد أشهر استراتيجيات إنقاص الوزن في العصر الحديث حيث يجذب الكثيرين بوعوده في تحقيق نتائج سريعة لكن الخبراء يحذرون من أنه سلاح ذو حدين. يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على فكرة إعادة هيكلة الوجبات اليومية لزيادة حصة البروتين بشكل كبير على حساب الكربوهيدرات والدهون بهدف إجبار الجسم على حرق الدهون المخزنة.

تكمن الجاذبية الكبرى لحمية البروتين في قدرتها على تحقيق خسارة وزن ملحوظة وسريعة خاصة خلال الأسابيع الأولى من اتباعها ويعود ذلك بشكل كبير إلى تخلص الجسم من السوائل المحتبسة نتيجة تقليل استهلاك الكربوهيدرات. إضافة إلى ذلك يساهم البروتين في تعزيز الشعور بالامتلاء والشبع لفترات طويلة نظرًا لأنه يستغرق وقتًا أطول في الهضم مقارنة بالعناصر الغذائية الأخرى مما يقلل من الرغبة في تناول وجبات خفيفة غير ضرورية.

من بين الفوائد التي يُروج لها هذا النظام هو الحفاظ على الكتلة العضلية أثناء عملية فقدان الوزن فعندما يركز الشخص على تناول كميات كافية من البروتين فإنه يوفر للجسم المادة الأساسية اللازمة لإصلاح وبناء العضلات ويمنع تآكلها. كما أن عملية هضم البروتين نفسها تستهلك طاقة أكبر من هضم الكربوهيدرات أو الدهون وهو ما يرفع معدل الأيض بشكل طفيف ويساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية.

على الجانب الآخر فإن هذه الحمية لا تخلو من جوانب سلبية ومخاطر محتملة خاصة عند تطبيقها لفترات طويلة وبدون إشراف طبي. يأتي على رأس هذه المخاطر الإجهاد الكبير الذي يقع على الكلى نتيجة الحاجة إلى معالجة كميات البروتين الزائدة والتخلص من نواتجها وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الأفراد الذين يعانون أصلًا من مشكلات في وظائف الكلى.

كذلك فإن تقليص مصادر الكربوهيدرات بشكل حاد والاستغناء عن فئات غذائية كاملة مثل الخبز والأرز وبعض الفواكه يؤدي حتمًا إلى نقص في العناصر الغذائية الحيوية مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. هذا النقص يمكن أن يسبب مشكلات صحية متعددة مثل الإمساك المزمن وضعف جهاز المناعة والشعور الدائم بالإرهاق والتعب.

توضح أخصائية التغذية العلاجية مها سيد أن الفكرة المحورية لريجيم البروتين هي دفع الجسم للدخول في حالة метаبولية تُعرف باسم الكيتوزيس. في هذه الحالة وبسبب غياب الجلوكوز القادم من الكربوهيدرات يبدأ الجسم في تكسير الدهون المخزنة لإنتاج مركبات تسمى الكيتونات واستخدامها كمصدر بديل للطاقة. لكن هذه الحالة قد يصاحبها آثار جانبية مثل رائحة الفم غير المرغوبة والدوخة والتقلبات المزاجية نتيجة انخفاض هرمون السيروتونين المرتبط بتناول الكربوهيدرات.

لا يعتبر هذا النظام الغذائي حلاً مناسبًا للجميع على الإطلاق فهناك فئات معينة يجب عليها تجنبه تمامًا. تشمل هذه الفئات مرضى الكلى والكبد والنساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمراهقون الذين هم في مراحل نمو حرجة. كما يجب على المصابين بأمراض القلب توخي الحذر الشديد لأن الاعتماد المفرط على مصادر البروتين الحيواني قد يرفع مستويات الكوليسترول الضار ويزيد من مخاطر أمراض الشرايين.

قبل التفكير في البدء بريجيم البروتين من الضروري استشارة طبيب أو أخصائي تغذية لتقييم الحالة الصحية وتحديد مدى ملاءمة النظام. وينصح الخبراء بضرورة شرب كميات وافرة من الماء للمساعدة في تخفيف العبء على الكلى والحرص على إدخال الخضروات الورقية الغنية بالألياف لتعويض النقص الناتج عن غياب الكربوهيدرات. يجب أن يُنظر إلى هذه الحمية كحل قصير الأمد وليس كنظام حياة دائم.