
تُشكل لدغات بق الفراش مصدر إزعاج كبير للكثيرين خاصة أثناء السفر أو التخييم حيث تسبب حكة شديدة ومستمرة تدفع المصاب إلى حك الجلد بقوة وينطوي هذا الفعل على مخاطر جدية أبرزها احتمالية حدوث عدوى بكتيرية ثانوية نتيجة لتمزق حاجز الجلد الواقي ودخول الجراثيم.
لمواجهة الحكة من الداخل يمكن اللجوء إلى مضادات الهيستامين التي تعمل على إيقاف مادة الهيستامين التي يفرزها الجسم استجابة للدغة وهي المادة المسؤولة عن الشعور بالحكة وينصح الخبراء باستخدام الأدوية الفموية خصوصا عند وجود لدغات متعددة لأن حبة واحدة تعالج الحكة في الجسم كله وتتوفر خيارات متعددة مثل ديفينهيدرامين الذي يمكن تناوله عدة مرات يوميا لكنه قد يسبب النعاس وهناك بدائل أحدث مثل السيتريزين واللوراتادين التي تؤخذ مرة واحدة يوميا ولا تسبب النعاس غالبا.
أما بالنسبة للعلاج الموضعي المباشر فتعتبر المراهم الستيرويدية خيارا قويا لتقليل الالتهاب والتورم والاحمرار الناتج عن اللدغات وتأتي في شكل كريمات أو مراهم ويفضل استخدام المراهم لأنها أقل تهييجا للجلد ويمكن البدء بالهيدروكورتيزون المتاح دون وصفة طبية وإذا لم يكن فعالا يمكن للطبيب وصف أنواع أقوى مثل تريامسينولون ويجب استخدام هذه المراهم باعتدال مرة أو مرتين يوميا وتجنب وضعها على المناطق الحساسة مثل الوجه لأن الاستخدام المطول قد يؤدي إلى ترقق الجلد.
تأتي النظافة في مقدمة الإجراءات الوقائية الأساسية فغسل المنطقة المصابة بالماء والصابون العادي يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى بعد حك الجلد ويجب الحرص على إبقاء المنطقة جافة وتجنب الأنشطة المائية مثل السباحة أو استخدام أحواض المياه الساخنة والساونا حتى تشفى اللدغات تماما وفي حال ممارسة الرياضة يجب الاستحمام وتغيير الملابس المبللة بالعرق فورا.
هناك أيضا حلول طبيعية ومنزلية يمكنها أن تخفف من الأعراض بشكل ملحوظ فالكمادات الباردة تساعد على تخدير المنطقة المصابة وتخفيف الإحساس بالحكة ويمكن تحقيق ذلك عبر الاستحمام بماء بارد أو وضع قطعة قماش مبللة بالماء البارد أو كيس ثلج ملفوف بمنشفة على مكان اللدغة لمدة تصل إلى عشرين دقيقة كل ساعتين.
يعد اختيار الملابس المناسبة عاملا مساعدا في تسريع عملية الشفاء وتجنب تفاقم الحكة ويُنصح بارتداء ملابس قطنية فضفاضة لأنها تسمح للجلد بالتنفس ولا تسبب احتكاكا مهيجا على عكس الأقمشة الصناعية أو الصوف التي يمكن أن تزيد من تهيج الجلد والحكة.
لتهدئة البشرة المتهيجة على نطاق واسع تعتبر حمامات الشوفان علاجا فعالا فهي تخفف الحكة وتحافظ على رطوبة الجلد وتساعد على ترميم الحاجز الطبيعي للبشرة ويمكن تحضير الحمام بإضافة مسحوق الشوفان إلى ماء فاتر والجلوس فيه لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة مع ضرورة تجنب استخدام الماء الساخن لأنه قد يزيد من جفاف الجلد وتهيجه.