
يعد النعناع من النباتات العطرية التي تجاوزت شهرتها حدود استخدامها في المطبخ كتوابل أو منكه للمشروبات لتصبح عنصرا أساسيا في الطب التقليدي والحديث على حد سواء لما يمتلكه من خصائص علاجية فريدة وفوائد صحية متنوعة تشمل الجهاز الهضمي والأعصاب وصحة الجسم بشكل عام.
وللنعناع دور فعال في تهدئة المعدة وتخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم والانتفاخ كما أنه يحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة مما يحسن من عملية امتصاص العناصر الغذائية من الطعام وتظهر فاعليته بشكل خاص لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي حيث أثبتت الدراسات أن الكبسولات التي تحتوي على زيت النعناع تساهم في تقليل التقلصات والألم المعوي المصاحب لهذه الحالة.
تمتد فوائد النعناع لتشمل صحة الجهاز التنفسي حيث يساعد مركب المنثول الذي يمنحه رائحته القوية على فتح الممرات الهوائية وتسهيل عملية التنفس مما يجعله مفيدا في حالات احتقان الأنف ونزلات البرد والسعال كما أن استنشاق رائحته أو تدليك الجبهة بزيته المخفف يساعد على تهدئة الصداع بأنواعه سواء النصفي أو التوتري.
ويشتهر النعناع بقدرته على تحسين الصحة النفسية والعقلية فرائحته العطرية تعمل كمهدئ طبيعي للأعصاب وتساعد على الاسترخاء ويعد شاي النعناع مشروبا مثاليا في المساء للحصول على الهدوء قبل النوم وفي الوقت نفسه يمكن أن يساهم استنشاق زيته أو شرب الشاي في زيادة اليقظة وتحفيز وظائف الدماغ.
يقدم النعناع فوائد خاصة لصحة المرأة حيث يساهم في تخفيف آلام الدورة الشهرية وتشنجات الرحم ويمكن للنساء الحوامل تناوله بكميات معتدلة للحد من الشعور بالغثيان خاصة في الأشهر الأولى كما يساعد شربه دافئا في إدرار الحليب للأمهات المرضعات.
تأتي هذه الفوائد المتعددة من القيمة الغذائية العالية للنعناع فهو غني بمجموعة هامة من الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين C وفيتامين B المركب بالإضافة إلى معادن ضرورية مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم ويحتوي أيضا على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تدعم صحة الأمعاء ومضادات الأكسدة التي تقاوم الالتهابات الجلدية وتقلل من الحكة والاحمرار.
يساهم النعناع أيضا في الحفاظ على صحة الفم بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة ولهذا السبب يدخل في صناعة العديد من معاجين الأسنان وغسولات الفم الطبيعية كما يلعب دورا في إدارة الوزن حيث يحفز إفراز العصارات الهاضمة مما يعزز حرق الدهون ويمنح شاي النعناع شعورا بالامتلاء يقلل من الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام.
على الرغم من فوائده المتعددة إلا أن الإفراط في تناول النعناع قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص مثل الشعور بحرقة في المعدة أو تفاقم أعراض الارتجاع المريئي لذلك يجب توخي الحذر عند إعطائه للأطفال الرضع أو عند استخدام زيت النعناع المركز دون استشارة طبية.