
يبدأ قصور القلب غالبًا بإرسال إشارات استغاثة صامتة قد يخطئ الكثيرون في تفسيرها على أنها مجرد إرهاق طبيعي أو من تبعات التقدم في العمر حيث إن الشعور بالتعب غير المبرر أو ضيق التنفس الخفيف أو حتى اضطراب التفكير قد تكون مؤشرات أولية على تدهور تدريجي في صحة القلب.
لحماية القلب ينصح الخبراء بضرورة الاستماع إلى الجسد وعدم تجاهل الأعراض غير المعتادة كالتورم المفاجئ في الأطراف أو الإحساس بالإرهاق المستمر. وتكتسب الاستشارة الطبية المبكرة أهمية قصوى خاصة لمن يعانون من عوامل خطر مثل السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم حيث يمكن للفحوصات الدورية مثل تخطيط صدى القلب أن تكشف المشكلة في مراحلها الأولى.
يشكل تغيير نمط الحياة حجر الزاوية في الوقاية من أمراض القلب إذ يُنصح باتباع نظام غذائي صحي وتقليل الملح والأطعمة المصنعة مع ممارسة الرياضة باعتدال والإقلاع التام عن التدخين. كما أن مراقبة الوزن يوميًا تساعد في رصد أي زيادة مفاجئة قد تشير إلى احتباس السوائل وهي علامة تحذيرية مهمة.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية أعراضًا رئيسية مبكرة تشمل الشعور بالوهن المستمر حتى بعد نيل قسط من الراحة وهو ما يجعل المهام اليومية البسيطة تبدو مجهودًا شاقًا. ويظهر ضيق التنفس في البداية عند بذل المجهود ثم يتطور ليحدث حتى في أوقات الراحة وأثناء النوم مما يمنع المصاب من النوم العميق.
يعتبر احتباس السوائل علامة بارزة على قصور القلب ويظهر على شكل تورم أو وذمة في القدمين أو الكاحلين وقد يمتد إلى البطن مما يجعل الأحذية تبدو ضيقة في نهاية اليوم. ويصاحب ذلك غالبًا احتقان في الرئتين يتسبب في سعال جاف أو أزيز ليلي وأحيانًا ظهور بلغم رغوي وردي اللون.
توجد مؤشرات أخرى خفية لكنها لا تقل خطورة عن الأعراض الواضحة ومنها الارتباك أو اضطراب التفكير وضعف التركيز نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ. وقد يشعر المريض أيضًا بالخفقان وهو تسارع نبضات القلب أو رفرفته في أوقات الراحة بالإضافة إلى زيادة مفاجئة في الوزن خلال أيام قليلة بسبب السوائل وليس الدهون.
في حال تم تشخيص المرض فإن الالتزام الدقيق بخطة العلاج والمتابعة المستمرة مع الطبيب يلعبان دورًا حاسمًا في إبطاء تطور الحالة. وتساعد الأدوية الموصوفة على تحسين وظائف القلب وتخفيف الأعراض مما يساهم في تحسين جودة حياة المريض بشكل كبير.