الزبادي اليوناني بين الحقيقة والخرافة: هل هو غذاء خارق أم مجرد وهم؟

الزبادي اليوناني بين الحقيقة والخرافة: هل هو غذاء خارق أم مجرد وهم؟
الزبادي اليوناني بين الحقيقة والخرافة: هل هو غذاء خارق أم مجرد وهم؟

يحظى الزبادي اليوناني بشعبية متزايدة في الأنظمة الغذائية حول العالم حيث يعتبره الكثيرون خيارا صحيا مثاليا. يؤكد خبراء التغذية أن قيمته لا تقتصر على مذاقه الغني وقوامه الكريمي بل تمتد لتشمل فوائد جوهرية للجسم خاصة عند اختيار الأنواع الطبيعية ودمجها بذكاء ضمن وجبات متوازنة.

يتميز الزبادي اليوناني بكونه مصدرا استثنائيا للبروتين الكامل والسبب في ذلك يعود إلى عملية التصنيع الخاصة به التي تتضمن تصفية مصل اللبن السائل. هذه الخطوة لا تمنحه قوامه الكثيف فحسب بل ترفع تركيز البروتين فيه بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال يمكن أن تحتوي عبوة واحدة خالية الدسم بحجم 150 غراما على ما يقارب 15.4 غرام من البروتين وهي كمية تتجاوز ضعف ما يقدمه الزبادي العادي. واحتواؤه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة يجعله مكونا حيويا لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة في الجسم.

يدعم الزبادي اليوناني صحة الجهاز الهضمي بفضل محتواه الطبيعي من البروبيوتيك وهي كائنات دقيقة نافعة تساهم في الحفاظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء. وتشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالبروبيوتيك قد يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض معينة مثل سرطان القولون رغم أن تأكيد هذه العلاقة يتطلب المزيد من الدراسات المعمقة. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه البكتيريا الجيدة يوصى بتغذيتها عبر تناول أطعمة غنية بالألياف فالزبادي اليوناني يفتقر إليها. لذلك يعتبر دمجه مع مكونات مثل الشوفان أو بذور الشيا أو الفواكه الطازجة كالتوت والمانجو استراتيجية مثالية لتعزيز صحة الأمعاء.

يجب على المستهلكين توخي الحذر عند شراء الزبادي اليوناني إذ لا تتساوى جميع الأنواع في قيمتها الغذائية. فالمنتجات المنكهة أو المحلاة مسبقا غالبا ما تخفي كميات كبيرة من السكريات المضافة والمواد الحافظة التي قد تبطل فوائده الصحية. لذا ينصح المتخصصون دائما باختيار الزبادي اليوناني الطبيعي غير المحلى والتحكم في درجة حلاوته منزليا عبر إضافة مكونات طبيعية مثل قطع الفاكهة أو قليل من العسل أو شراب القيقب.

إلى جانب البروتين والبروبيوتيك يوفر الزبادي اليوناني مجموعة من العناصر الغذائية الضرورية الأخرى. فهو مصدر مهم لفيتامين B12 الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين خلايا الدم الحمراء ودعم وظائف الجهاز العصبي والمساهمة في إنتاج الطاقة. كما أنه يحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم الضروري لصحة العظام والأسنان ورغم أن كميته قد تكون أقل بقليل من الزبادي العادي بسبب عملية التصفية إلا أنه يظل إضافة قيمة للنظام الغذائي.