
تُعرف المستكة بأنها مادة صمغية عطرية تُستخرج من أشجار تنمو في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديداً في جزيرة خيوس اليونانية وبعض مناطق الشرق الأوسط وقد اكتسبت شهرة واسعة منذ العصور القديمة حيث استُخدمت في الطب التقليدي كما أُضيفت إلى الأطعمة والحلويات لإضفاء نكهة مميزة وفريدة.
تمتد فوائد المستكة لتشمل صحة الجهاز الهضمي بشكل كبير حيث تلعب دوراً فعالاً في تحسين عملية الهضم من خلال تحفيز إفراز العصارات الهاضمة مما يقلل من مشكلات الانتفاخ وتكون الغازات كما أظهرت بعض الدراسات أن خصائصها المهدئة للمعدة قد تساهم في تخفيف أعراض حرقة المعدة والارتجاع المريئي وتساعد مركباتها المضادة للبكتيريا في مقاومة البكتيريا المسببة لقرحة المعدة مما يجعلها عاملاً مساعداً في الوقاية من القرحة أو تخفيف حدتها فضلاً عن دورها في حماية بطانة المعدة من تأثير الأحماض القوية.
لا تقتصر أهمية المستكة على المعدة فقط بل تمتد لتشمل صحة القولون والأمعاء فهي تستخدم في الطب الشعبي لتهدئة تهيج القولون وتخفيف التقلصات المؤلمة كما تعمل مركباتها كمضاد للالتهابات المعوية الأمر الذي قد يعود بالنفع على المصابين بالتهاب القولون التقرحي أو متلازمة القولون العصبي.
في مجال صحة الفم والأسنان تقدم المستكة حلولاً طبيعية متعددة فمضغها يعمل على إنعاش رائحة الفم وترك طعم عطري يدوم طويلاً وتحتوي على مواد مضادة للميكروبات تساعد على الحد من نمو البكتيريا الضارة في الفم وهو ما يقلل من خطر تسوس الأسنان ويساهم في تعزيز صحة اللثة وتقوية أنسجتها والحد من التهاباتها.
تحتوي المستكة على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات والتربينات التي تعزز من قدرة الجسم على محاربة الجذور الحرة وتقوية جهاز المناعة وتساهم هذه المركبات أيضاً في تقليل مستويات الالتهابات المزمنة في الجسم مما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن المستكة قد يكون لها دور في تحسين صحة الكبد عبر المساعدة في تقليل مستويات الدهون الضارة فيه وحمايته من مشكلات مثل الكبد الدهني.
تظهر فوائد المستكة أيضاً في دعم صحة القلب والأوعية الدموية حيث أشارت دراسات إلى أنها قد تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد كما يمكن أن تلعب دوراً في تحسين مرونة الشرايين وتقليل مخاطر تراكم الترسبات التي تؤدي إلى تصلبها.
على صعيد الجمال والعناية بالبشرة تمتلك المستكة خصائص تجعلها مكوناً مفيداً في هذا المجال فهي تدخل في تركيب بعض الكريمات والأقنعة بفضل خصائصها المطهرة والمهدئة للبشرة كما أن مضادات الأكسدة الموجودة فيها تحمي الجلد من تأثير الجذور الحرة مما يساعد على مكافحة علامات الشيخوخة المبكرة مثل التجاعيد وتستخدم في بعض الوصفات الطبيعية لتفتيح لون البشرة ومنحها إشراقة ونضارة.
إلى جانب ذلك يمكن لرائحة المستكة العطرية أن تكون مهدئاً طبيعياً للأعصاب وتساعد على تقليل التوتر والقلق كما أن مضغها قد يخفف من بعض المشكلات التنفسية البسيطة مثل انسداد الأنف أو الكحة الجافة وبسبب دورها في تحسين الهضم وتقليل الانتفاخ يمكن للمستكة غير المحلاة أن تكون داعماً للحميات الغذائية الهادفة إلى التحكم في الوزن.
عند استخدام المستكة يُنصح بالاعتدال في تناولها بحيث تتراوح الكمية اليومية بين غرام واحد وخمسة غرامات لتجنب أي آثار جانبية محتملة كالإمساك أو الحساسية وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو النساء الحوامل والمرضعات فمن الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامها بجرعات علاجية وينبغي الحرص على شرائها من مصدر موثوق لضمان نقائها وجودتها.