
تشهد المملكة المتحدة انطلاقة تجربة سريرية وصفت بالثورية قد تحدث نقلة نوعية في طرق تشخيص مرض الزهايمر. يشارك في هذه الدراسة عدد من المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالخرف بهدف تقييم فاعلية فحص دم جديد وبسيط للكشف عن العلامات المبكرة للمرض مما يفتح الباب أمام تشخيص أسرع وأكثر دقة.
يعتمد الاختبار الجديد في جوهره على قياس مستويات بروتين محدد يعرف باسم p-tau217 في الدم. يعتبر هذا البروتين مؤشرا حيويا قويا يدل على وجود تراكمات لبروتيني الأميلويد والتاو في الدماغ وهما السمتان المميزتان لمرض الزهايمر على المستوى البيولوجي.
وتشير الأبحاث الأولية إلى أن هذا الفحص الدموي يمتلك القدرة على منافسة دقة الإجراءات التشخيصية الحالية المعقدة والمكلفة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو تحليل السائل النخاعي عبر البزل القطني. ويتميز الفحص الجديد بكونه أقل إيلاما وتوغلا في الجسم وأقل عبئا من الناحية المادية.
ولضمان الحصول على نتائج يمكن تطبيقها على نطاق واسع تم اختيار 1100 مشارك في التجربة من خلفيات اجتماعية وعرقية متنوعة ويتم تسجيلهم من خلال عيادات الذاكرة المتخصصة. ويتبع الباحثون منهجا دقيقا في تقييم أثر التشخيص المبكر حيث سيتم إبلاغ نصف المشاركين بنتائجهم في غضون ثلاثة أشهر بينما يتلقى النصف الآخر النتائج بعد عام كامل من بدء الدراسة.
ويندرج هذا المشروع البحثي الطموح ضمن مبادرة أوسع تعرف باسم تحدي المؤشرات الحيوية في الدم وتلقى دعما من مؤسسات رائدة مثل جمعية الزهايمر ومؤسسة أبحاث الزهايمر البريطانية. ويهدف هذا التعاون إلى تسريع وتيرة ودقة عمليات التشخيص مما يتيح للمرضى فرصة الاستفادة من العلاجات المتاحة والتخطيط لرعايتهم المستقبلية في وقت مبكر ويتوقع ظهور النتائج الأولية لهذه الدراسة الهامة في غضون ثلاث سنوات.