
مع انخفاض درجات الحرارة وحلول فصل الخريف يبرز دور التغذية السليمة كخط دفاع أول لتقوية الجسم وحمايته من الأمراض الموسمية الشائعة. وتوصي خبيرة تغذية بضرورة التركيز على تناول خضروات محددة تظهر في هذا الوقت من العام لفوائدها الصحية المتعددة وقدرتها الفائقة على تعزيز الجهاز المناعي لمواجهة نزلات البرد والإنفلونزا.
تعد البطاطا الحلوة مصدرا غنيا بالطاقة الصحية المستدامة بفضل الكربوهيدرات المعقدة التي تحتويها والتي لا تسبب ارتفاعا مفاجئا في سكر الدم. وتكمن أهميتها في احتوائها على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الحيوية مثل فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين ب6 والبوتاسيوم والمنجنيز. هذه العناصر مجتمعة تدعم مناعة الإنسان وتقوي العظام وتحسن الدورة الدموية كما تساهم الألياف الغذائية فيها في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتغذية البكتيريا النافعة بالأمعاء. وبفضل محتواها العالي من البيتا كاروتين وفيتامين ج فإنها تعزز قدرة الجسم على مقاومة العدوى والالتهابات. ولا تقتصر فوائدها على ذلك بل تمتد لتشمل حماية العيون من أمراض التقدم بالعمر ودعم صحة القلب بتنظيم ضغط الدم وخفض الكوليسترول.
أما السبانخ فتعتبر كنزا غذائيا متكاملا فهي مصدر ممتاز للحديد الضروري لإنتاج كريات الدم الحمراء ومكافحة فقر الدم مما يمد الجسم بالطاقة والحيوية. وتلعب السبانخ دورا مهما في تقوية العظام لاحتوائها على فيتامين ك والكالسيوم والمغنيسيوم. كما تدعم صحة القلب بفضل البوتاسيوم وحمض الفوليك اللذين يساعدان على تنظيم ضغط الدم. وتعمل مركبات اللوتين والزياكسانثين فيها على حماية العين من التنكس البقعي. وبسبب غناها بالألياف فإنها تسهل الهضم وتمنح شعورا بالشبع مما يساعد في التحكم بالوزن. وتساهم مضادات الأكسدة والفيتامينات في السبانخ في الحفاظ على نضارة البشرة وتقوية الشعر وتحسين وظائف الدماغ والذاكرة.
ويأتي الجزر محملا بفوائد لا حصر لها وعلى رأسها تعزيز صحة النظر لاحتوائه على مادة البيتا كاروتين التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ الأساسي لحماية الشبكية والوقاية من جفاف العين. ويساهم الجزر في تقوية جهاز المناعة بفضل فيتامين ج ومضادات الأكسدة التي تكافح الالتهابات والأمراض الموسمية. كما يدعم صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق الألياف التي تخفض مستويات الكوليسترول الضار. وتساعد الألياف أيضا على تنشيط حركة الأمعاء وتحسين الهضم. ويعد الجزر خيارا مثاليا لضبط الوزن لسعراته المنخفضة ومحتواه المائي العالي. كما أن البيتا كاروتين يحمي البشرة من الجفاف ويجدد خلاياها وتشير بعض الدراسات إلى دوره في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ويتميز الفلفل الحلو بكونه أحد أغنى المصادر بفيتامين ج الذي يتفوق في تركيزه على البرتقال وهو عنصر حيوي لدعم المناعة وتحفيز إنتاج الكولاجين المسؤول عن مرونة الجلد وقوة الشعر. ويحتوي الفلفل الحلو أيضا على فيتامين أ الضروري لصحة النظر وفيتامين ب6 المهم للجهاز العصبي. ويساهم البوتاسيوم الموجود فيه في تنظيم ضغط الدم مما يعزز صحة القلب بينما تعمل الألياف الغذائية على تسهيل الهضم والوقاية من الإمساك. وتساهم مركبات اللوتين والزياكسانثين في حماية العين من الأضرار الضوئية. كما أن مضادات الأكسدة القوية مثل الكاروتينات تعمل على محاربة الجذور الحرة التي قد تسبب نمو الخلايا السرطانية.