
أكدت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة تيفني ريفورد أن التحكم في ارتفاع ضغط الدم الذي يعد أحد أبرز التحديات الصحية عالميا لا يقتصر على العلاجات الدوائية وحدها بل يتطلب اتباع نمط حياة متكامل يشكل فيه النظام الغذائي حجر الزاوية للمحافظة على مستويات ضغط صحية وطبيعية.
أوضحت الدكتورة تيفني أن دمج مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات العشبية ضمن الروتين اليومي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في دعم صحة القلب والأوعية الدموية وأضافت أن الاعتماد على نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة يعتبر استراتيجية فعالة وآمنة لتعزيز الصحة العامة ومكافحة ما يعرف بالقاتل الصامت نظرا لكونه قد يتطور دون أعراض واضحة مسببا مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب والفشل الكلوي.
وتلعب الخضروات الورقية دورا محوريا في هذا النظام الغذائي حيث إن السبانخ والجرجير والكرنب والبنجر الأخضر غنية بعنصر البوتاسيوم الذي يساعد الجسم على موازنة مستويات الصوديوم وطرد الفائض منه عبر الكلى مما يساهم مباشرة في خفض الضغط كما يعد البنجر الأحمر عنصرا قويا لاحتوائه على النترات الطبيعية التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك وهو مركب حيوي يعمل على إرخاء وتوسيع الأوعية الدموية.
ولا يقتصر دور البوتاسيوم على الخضروات فقط فالموز يعد من أشهر مصادره ويساعد تناوله بانتظام في الحفاظ على التوازن الدقيق بين الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم وفي سياق متصل يبرز الثوم كغذاء طبيعي فعال بفضل مركبات الكبريت مثل الأليسين التي تعزز توسع الأوعية وتحسن من سلاسة تدفق الدم.
وتقدم الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون والجريب فروت دعما مهما لصحة الشرايين بفضل محتواها العالي من فيتامين C ومضادات الأكسدة التي تزيد من مرونتها وتساعد على تقليل الضغط المرتفع كما يحتوي البطيخ على حمض أميني يعرف بالسيترولين الذي يشجع الجسم على إنتاج أكسيد النيتريك مما يؤدي إلى استرخاء الأوعية الدموية.
وتعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين مصادر ممتازة لأحماك أوميغا 3 التي تقلل الالتهابات وتدعم صحة القلب وتخفض ضغط الدم المرتفع كما أن الحبوب الكاملة كالشوفان والأرز البني والخبز الأسمر غنية بالألياف التي تحسن صحة الأوعية الدموية وتخفض الكوليسترول مما ينعكس إيجابيا على الضغط.
وتشكل البقوليات كالعدس والفاصوليا والحمص مصدرا هاما للبروتين النباتي والألياف والمغنيسيوم وهي عناصر أساسية لتحسين مستويات ضغط الدم كما أن المكسرات غير المملحة مثل اللوز والجوز والفستق تحتوي على دهون صحية وأحماض أمينية تساهم في خفض الضغط عند تناولها بشكل معتدل.
على صعيد المشروبات العشبية يعتبر الكركديه من أكثرها فعالية في خفض ضغط الدم لاحتوائه على مركبات البوليفينول والفلافونويدات التي ترخي الأوعية الدموية ويقدم الشاي الأخضر فوائد جمة بفضل مضادات الأكسدة القوية كالكاتيشين التي تدعم صحة القلب وتساعد على خفض الضغط كما يعمل شاي الزنجبيل على تحسين الدورة الدموية ومنع تضيق الأوعية.
ويساهم شاي البابونج في خفض الضغط من خلال تأثيره المهدئ الذي يقلل من التوتر بينما تساعد القرفة عبر الشاي المخصص لها في تنظيم تدفق الدم ومستويات السكر في الجسم ويحتوي شاي الريحان على مركبات تخفض الضغط المرتفع أما الكركم فيحتوي على الكركمين الذي يقلل الالتهاب ويحسن تدفق الدم.
ولتكتمل الفائدة يجب تبني عادات صحية داعمة مثل تقليل استهلاك الملح الذي يعد السبب الرئيسي لارتفاع الضغط واستبداله بالأعشاب الطبيعية كالزعتر والكمون إلى جانب ممارسة النشاط البدني المنتظم كالمشي للحفاظ على وزن صحي وتجنب العبء الزائد على القلب مع ضرورة الإقلاع عن التدخين والكحول والتحكم في التوتر عبر التأمل وتمارين التنفس العميق.
وشددت الدكتورة تيفني على أن هذه الأساليب الطبيعية هي عوامل مساعدة ومكملة للعلاج الطبي ولا يمكن أن تحل محل استشارة الطبيب أو الالتزام بالأدوية التي يصفها للمريض.