الآيس كريم أم اللبن المجمد: خبير تغذية يحسم الجدل ويكشف الخيار الصحي

الآيس كريم أم اللبن المجمد: خبير تغذية يحسم الجدل ويكشف الخيار الصحي
الآيس كريم أم اللبن المجمد: خبير تغذية يحسم الجدل ويكشف الخيار الصحي

يثور جدل متكرر مع حلول فصل الصيف حول الأفضلية بين المثلجات التقليدية واللبن المجمد حيث تقدم خبيرة التغذية آنا لوسون وجهة نظر مختلفة تماما تحسم هذا النقاش من خلال ما يعرف بمفهوم التغذية الحدسية الذي يعطي الأولوية للاستجابة لرغبات الجسم واحتياجاته النفسية قبل النظر إلى الأرقام والحسابات الغذائية.

تنتقد لوسون المقارنة الشائعة التي ترتكز فقط على عدد السعرات الحرارية ونسب الدهون والسكريات في كل منهما وترى أن هذا النهج يكرس عقلية الأنظمة الغذائية الصارمة التي تقسم الأطعمة إلى جيدة وسيئة وهو ما يربط قيمة الفرد بنوعية طعامه ويؤدي إلى علاقة غير صحية مع الأكل.

توضح الخبيرة أن الخطأ الجوهري يبدأ من تصنيف اللبن المجمد كخيار صحي وصحيح لمجرد أنه يحتوي على دهون أقل وفي المقابل وصم الآيس كريم بكونه خيارا سيئا يثير الشعور بالذنب وهذا التصنيف يخلق شعورا بالنقص قد يدفع الشخص لاحقا إلى الإفراط في تناول الطعام لتعويض ذلك الحرمان.

وتشير إلى أنه عندما يختار شخص ما اللبن المجمد كواجب صحي بينما كان في الحقيقة يشتهي قوام الآيس كريم الغني والكريمي فإنه لن يحقق الرضا النفسي الكامل وهذا النقص في الإشباع قد يجعله يبحث عن كميات إضافية من الطعام أو عن بدائل أخرى لملء الفراغ الذي خلفه عدم تلبية رغبته الأصلية.

تقترح لوسون تحويل تركيز السؤال من أيهما أقل ضررا على الوزن؟ إلى أسئلة أكثر عمقا مثل ماذا أرغب في تناوله حقا في هذه اللحظة؟ وأي خيار منهما سيمنحني شعورا أكبر بالمتعة والراحة؟ كما تدعو إلى التفكير في السياق الاجتماعي للتجربة مثل هل سأتناوله بمفردي أم بصحبة الأصدقاء أو العائلة.

المرونة في الاختيار هي أساس هذا المفهوم ففي بعض الأيام قد يكون اللبن المجمد مع قطع الفاكهة هو الخيار الأمثل للشعور بالانتعاش والخفة وفي أيام أخرى قد يكون تناول الآيس كريم الكلاسيكي جزءا لا يتجزأ من مناسبة اجتماعية ممتعة أو لحظة خاصة للاستمتاع الشخصي وكلا الخيارين يصبح صحيحا عندما ينبع من دافع الرعاية الذاتية وليس من الشعور بالذنب أو الإجبار.

تؤكد أن فلسفة التغذية الحدسية تضع التجربة الإنسانية في المقام الأول حيث تأتي متعة التذوق والشعور بالشبع واللحظة الاجتماعية نفسها قبل التركيز الحصري على المكونات الغذائية والعناصر الرقمية للطعام.

إن تحقيق التوازن الغذائي الحقيقي لا يكمن في اتباع قواعد صارمة بل في قدرة الشخص على سؤال نفسه باستمرار هل هذا الطعام يمنحني الطاقة والراحة التي أحتاجها اليوم؟ وهل أستطيع المحافظة على نمط متوازن على المدى الطويل دون الوقوع في فخ التفكير المتطرف الذي يميل إما إلى الحرمان التام أو الإفراط الكامل.