مع تبدل الفصول واقتراب الخريف تبدأ المخاوف الصحية بالظهور نتيجة انخفاض درجات الحرارة خاصة خلال ساعات المساء ما يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لدى الكبار والصغار على حد سواء ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ونزلات البرد الموسمية وهو ما يدفع الكثير من الأسر للبحث عن حلول غذائية وقائية.
وتوضح أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مرام عيسى أن تقلبات الطقس المصاحبة لتغير الفصول تزيد من خطر الإصابة بالإنفلونزا والحساسية بسبب ضعف مقاومة الجسم الطبيعية للفيروسات ولذلك تشدد على ضرورة البدء في تعزيز المناعة بشكل استباقي قبل بداية فصل الخريف عبر الاعتماد على التغذية السليمة والمشروبات الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
وإلى جانب المشروبات تؤكد الدكتورة مرام عيسى على أهمية دمج أطعمة معينة في النظام الغذائي اليومي لدعم المناعة ومن أبرزها الفواكه الحمضية كالبرتقال واليوسفي والجريب فروت بالإضافة إلى الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير كما أن الثوم والبصل يعتبران من الأغذية الحيوية لاحتوائهما على مركبات فعالة مضادة للبكتيريا وتلعب المكسرات مثل اللوز والجوز دورا هاما بفضل غناها بفيتامين E والزنك.
ومن بين المشروبات المقترحة يأتي عصير البرتقال والجزر والكركم كخيار مثالي حيث يجمع بين فيتامين C وبيتا كاروتين من البرتقال والجزر ومادة الكركمين الموجودة في الكركم والتي تشتهر بقدرتها على تعزيز المناعة ويتم تحضيره بخلط عصير البرتقال الطازج مع عصير الجزر وكمية صغيرة من الكركم وينصح بتناوله طازجا دون إضافة أي سكر.
ويعد مشروب الزنجبيل مع الليمون والعسل من أشهر الخيارات لتعزيز المناعة حيث يوفر الزنجبيل خصائص قوية مضادة للالتهابات بينما يزود الليمون الجسم بجرعة عالية من فيتامين C ويكمل العسل الوصفة بخصائصه الطبيعية المضادة للبكتيريا ولتحضيره يتم غلي شرائح الزنجبيل الطازج في الماء لمدة خمس دقائق ثم يضاف عصير نصف ليمونة وملعقة من العسل الطبيعي ويشرب دافئا في الصباح لتنشيط الجسم.
كما يمكن إعداد شاي الأعشاب المختلطة الذي يتكون من البابونج والقرفة والقرنفل وأوراق النعناع مع قليل من الزعتر وتتميز هذه الأعشاب باحتوائها على مضادات أكسدة وخصائص مضادة للبكتيريا تسهم في حماية الجهاز التنفسي وتحضر بغلي الماء ثم إضافة خليط الأعشاب وتركه لخمس دقائق قبل تصفيته وشربه دافئا في المساء.
ويقدم مشروب البنجر مع التفاح والزنجبيل مزيجا فريدا من العناصر الغذائية فالبنجر غني بالحديد وحمض الفوليك والتفاح يضيف الألياف والفيتامينات بينما يعمل الزنجبيل على تنشيط الدورة الدموية ويمكن تحضيره بمزج بنجر مسلوق مع تفاحة طازجة وقطعة صغيرة من الزنجبيل في الخلاط ويقدم باردا أو فاترا.
ولمحبي الشاي الأخضر يمكن إضافة الليمون إليه لزيادة فعاليته فالشاي الأخضر يحتوي على مضادات أكسدة قوية تعرف بالكاتيشين وإضافة الليمون لا تحسن النكهة فقط بل تزيد من قدرة الجسم على امتصاص هذه المواد المفيدة وتحفز المناعة ويحضر بنقع كيس من الشاي الأخضر في ماء ساخن لمدة دقيقة أو دقيقتين ثم إضافة عصير نصف ليمونة.
وللحصول على أقصى استفادة من هذه المشروبات والأطعمة ينصح الخبراء بضرورة تناولها بانتظام بواقع مرة يوميا أو من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا مع الحرص على أن تكون طازجة قدر الإمكان وينبغي تجنب إضافة السكر الأبيض واستبداله بكميات قليلة من العسل الطبيعي كما أن شرب كميات وافرة من الماء ضروري للحفاظ على ترطيب الجسم ودعم هذه العناصر بنظام غذائي متكامل ونوم كاف وممارسة الرياضة بانتظام.
ويبرز كذلك الحليب الذهبي أو حليب الكركم كمشروب دافئ ومفيد بشكل خاص فهو يساعد على مكافحة الالتهابات ويدعم صحة الرئتين ويمكن إعداده بتسخين كوب من الحليب سواء كان حيوانيا أو نباتيا ثم إضافة نصف ملعقة من الكركم مع إمكانية تحليته بالقليل من العسل أو القرفة حسب الرغبة.
