
يحذر خبراء التغذية من عادة تناول الفواكه الحمضية مباشرة بعد الانتهاء من الوجبات الرئيسية على الرغم من شهرتها الواسعة كأحد المصادر الغنية بالعناصر الغذائية الهامة للجسم وعلى رأسها فيتامين ج الداعم للمناعة والمساعد في إنتاج الكولاجين وتحسين امتصاص الحديد إلا أن توقيت استهلاكها قد يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية غير المتوقعة.
أحد أبرز التأثيرات السلبية لتناول الحمضيات بعد الأكل مباشرة يكمن في طبيعتها الحمضية العالية فهذه الحموضة قد تتداخل مع عملية الهضم الطبيعية مما يسبب إزعاجا في الجهاز الهضمي وقد يشعر الشخص بعسر الهضم أو حرقة في المعدة وتزداد هذه الأعراض حدة لدى الأفراد الذين يعانون بالفعل من مشكلات مثل ارتجاع المريء حيث يؤدي تناولها إلى تفاقم حالتهم.
قد يؤدي استهلاك الحمضيات عقب الوجبات إلى تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم فرغم أن السكريات الموجودة بها طبيعية فإن تناولها بعد وجبة كاملة يمكن أن يسبب ارتفاعا سريعا ومفاجئا في نسبة الجلوكوز يليه هبوط حاد بنفس السرعة وهذا التقلب من شأنه أن يسبب شعورا بالإرهاق والتعب ويزيد من الرغبة الشديدة في تناول المزيد من الوجبات الخفيفة أو السكريات.
تحتوي الحمضيات على مركبات معينة قد تعيق قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية الحيوية من الوجبة التي تم تناولها للتو فمركبات مثل البوليفينولات والتانينات والأوكسالات يمكن أن ترتبط بمعادن أساسية مثل الحديد والكالسيوم مشكلة مركبات معقدة يصعب على الجسم امتصاصها وعلى الرغم من أن هذا التأثير قد لا يكون ملحوظا لدى معظم الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا متوازنا إلا أنه يشكل مصدر قلق لمن يعانون من نقص في هذه المعادن.
من جانب آخر وعلى الرغم من الفوائد الصحية العديدة للحمضيات إلا أنها تحتوي على سعرات حرارية والإفراط في تناولها خصوصا كإضافة بعد وجبة مشبعة قد يساهم في زيادة إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة يوميا ومع مرور الوقت إذا تجاوزت السعرات الحرارية المتناولة حاجة الجسم من الطاقة فإن ذلك قد يؤدي تدريجيا إلى زيادة الوزن.