تمثل حصوات الكلى مشكلة صحية شائعة تتسبب في آلام حادة ومفاجئة أسفل الظهر والجانبين قد يشعر بها المريض وكأنها تنتشر نحو منطقة الفخذ. هذه الحصوات هي في الأساس كتل بلورية صلبة تتشكل داخل الكليتين من تراكم المعادن والأملاح وتتفاوت في أحجامها بشكل كبير مما يؤثر على طبيعة الأعراض التي تسببها.
يمكن اتخاذ خطوات وقائية فعالة لتجنب تكوّن هذه الحصوات إذ يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دورا محوريا. ينصح الخبراء بشرب كميات وفيرة من الماء للحفاظ على سيولة البول ومنع تركز الأملاح. كما يوصى بالحد من تناول البروتينات الحيوانية والأطعمة الغنية بالسكريات والصوديوم. وفي حالات معينة مثل حصوات أكسالات الكالسيوم قد يقترح الطبيب تجنب أطعمة محددة كالسبانخ والفول السوداني ونخالة القمح. من المهم أيضا الحفاظ على وزن صحي وتناول مصادر الكالسيوم الطبيعية من الغذاء حيث تساعد على الوقاية على عكس مكملات الكالسيوم التي قد تزيد من الخطر. وإذا لم تكن التغييرات الغذائية كافية قد يلجأ الطبيب لوصف أدوية معينة تختلف باختلاف نوع الحصوات.
تتكون الحصوات الكلوية التي تعرف أيضا باسم التحصي الكلوي من مواد مختلفة كالأحماض والمعادن ويمكن أن يكون حجمها دقيقا كحبة الرمل أو يصل في حالات نادرة إلى حجم يتجاوز كرة الجولف. لا يشعر الشخص بوجود الحصوات الصغيرة عادة حيث تمر عبر المسالك البولية وتخرج مع البول دون أن تسبب أي إزعاج. لكن المشكلة تظهر عندما تكون الحصوة كبيرة بما يكفي لتعلق في الحالب وهو الأنبوب المسؤول عن نقل البول من الكلى إلى المثانة. هذا الانسداد يعيق وظيفة الكلى في تنقية الجسم من الفضلات ويسبب صعوبة شديدة في التبول وقد يؤدي إلى حدوث نزيف.
تتعدد الأعراض المصاحبة لحصوات الكلى وتختلف في شدتها. الألم هو العرض الأكثر شيوعا ويمكن أن يكون خفيفا ومستمرا أو حادا ومتقطعا على شكل مغص كلوي. إلى جانب الألم قد يصاحب الحالة شعور بالغثيان والقيء. من العلامات الأخرى تغير لون البول ليصبح ورديا أو أحمر بسبب وجود الدم والشعور بألم وحرقان عند التبول. يعاني بعض المرضى من عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل أو على العكس يشعرون بحاجة ملحة ومتكررة للتبول. وقد تشير الحمى والقشعريرة أو ظهور بول عكر برائحة كريهة إلى وجود التهاب مصاحب.
قد تستغرق عملية خروج حصوة من الكلى بشكل طبيعي فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع. وحتى الحصوات ذات الحجم الصغير قادرة على إحداث ألم شديد أثناء تحركها عبر الجهاز البولي. أما الحصوات الكبيرة التي تفشل في المرور من تلقاء نفسها فإنها تتطلب تدخلا طبيا لتفتيتها أو إزالتها جراحيا لتمكين المريض من التخلص منها وتجنب حدوث مضاعفات.
