التهاب اللحمية عند الأطفال: أعراض شائعة ومتى يكون استئصالها ضرورة طبية عاجلة

التهاب اللحمية عند الأطفال: أعراض شائعة ومتى يكون استئصالها ضرورة طبية عاجلة
التهاب اللحمية عند الأطفال: أعراض شائعة ومتى يكون استئصالها ضرورة طبية عاجلة

تعتبر التهابات اللحمية من المشكلات الصحية المنتشرة التي تؤثر بشكل خاص على الأطفال وقد تصيب البالغين أيضا وتتسبب في أعراض مزعجة. هذه الأنسجة اللمفاوية التي تقع في المنطقة الخلفية للأنف فوق سقف الفم تلعب دورا أساسيا في خط الدفاع الأول للجهاز المناعي بالجسم.

يؤدي تضخم اللحمية والتهابها إلى ظهور مجموعة من العلامات الواضحة أبرزها التنفس بصعوبة عبر الأنف ما يجبر المريض على التنفس من خلال فمه. ويترتب على ذلك أعراض أخرى مثل الشخير أثناء النوم الذي قد يتطور إلى انقطاع النفس النومي بالإضافة إلى تغير نبرة الصوت لتبدو كأنها أنفية مع احتمالية ظهور رائحة فم كريهة. وتشمل الأعراض العامة للالتهاب الشعور بألم في الحلق وتورم الغدد الموجودة في الرقبة والإصابة بالحمى وحدوث مشكلات في الأذن.

تحدث هذه الالتهابات بشكل أساسي نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية حيث إن وظيفة اللحمية في التقاط الجراثيم قد تعرضها هي نفسها للعدوى والتورم. وإلى جانب العدوى هناك عوامل أخرى قد تساهم في تضخمها بشكل مزمن مثل الحساسية والتعرض للمهيجات المختلفة أو مشكلة ارتجاع حمض المعدة. وكثيرا ما يترافق التهاب اللحمية مع حالات مرضية أخرى كالتهاب اللوزتين أو التهاب الجيوب الأنفية والبلعوم.

واللحمية هي عبارة عن كتلة نسيجية تعمل بالتعاون مع اللوزتين على حماية الجسم من الميكروبات التي تدخل عبر الفم والأنف عن طريق إنتاج أجسام مضادة لمكافحة العدوى. ولا يمكن رؤية هذه الأنسجة بالنظر المباشر داخل الفم بل يتطلب فحصها من قبل الطبيب استخدام أدوات خاصة كمرآة صغيرة أو منظار وقد يستدعي الأمر إجراء أشعة سينية لتقييم حجمها بدقة. ويتقلص دور اللحمية وحجمها تدريجيا مع نمو الطفل حيث تضمر عادة عند سن الخامسة وتكاد تختفي تماما في سنوات المراهقة.

يعتمد أسلوب العلاج المتبع على المسبب الرئيسي للمشكلة فإذا كان الالتهاب ناتجا عن عدوى فيروسية فإنه يزول غالبا من تلقاء نفسه دون الحاجة لأدوية. أما العدوى البكتيرية فتتطلب تناول المضادات الحيوية لفترة يحددها الطبيب. وفي حالات الحساسية يتم اللجوء إلى بخاخات الأنف الستيرويدية أو مضادات الهيستامين بينما يتطلب الارتجاع المعدي تعديلات غذائية وأدوية خاصة.

في الحالات التي يصبح فيها الالتهاب مزمنا أو متكررا بشكل يؤثر على جودة الحياة قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل حيث يوصي الطبيب باستئصال اللحمية. وتجرى هذه العملية تحت التخدير الكامل وقد تشمل استئصال اللوزتين في نفس الوقت. إن إهمال علاج التهاب اللحمية المتكرر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها صعوبات التنفس المزمنة التي تؤثر سلبا على النمو العقلي والسلوكي للطفل فضلا عن تكوين أغشية حيوية بكتيرية تسبب عدوى مستمرة.