في كشف علمي قد يغير المفاهيم المتعلقة بالشيخوخة توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن عقار كاناغليفلوزين المخصص في الأساس لمعالجة مرضى السكري من النوع الثاني يحمل في طياته إمكانات واعدة لإبطاء وتيرة التقدم في العمر على المستوى الخلوي ما يفتح أبوابا جديدة لمكافحة أعراض الشيخوخة.
وتفصيلا أظهرت النتائج التي نشرتها مجلة Cell Reports Medicine أن عقار كاناغليفلوزين له تأثير إيجابي كبير على إطالة التيلوميرات وهي الأغطية الواقية الموجودة في نهايات الكروموسومات والتي يتسبب قصرها مع مرور الزمن في شيخوخة الخلايا. ويعتقد العلماء أن الحفاظ على طول هذه التيلوميرات أو إطالتها يرتبط بشكل مباشر بإبطاء شيخوخة الخلايا وهو ما قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة للتقدم في السن.
وجاءت هذه الاستنتاجات بناء على دراسة دقيقة أجراها علماء صينيون شملت 142 مريضا بالسكري تراوحت أعمارهم بين السادسة والثلاثين والسبعين عاما. وقام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين حيث أعطيت المجموعة الأولى دواء كاناغليفلوزين بينما تلقت المجموعة الثانية دواء وهميا لا يحتوي على أي مادة فعالة لمقارنة النتائج.
وبعد فترة متابعة سريرية استمرت ستة أشهر توصل الفريق البحثي إلى نتائج فارقة حيث لوحظ أن المرضى الذين تناولوا عقار كاناغليفلوزين شهدوا زيادة في طول التيلوميرات بنسبة تصل إلى 90 بالمئة. وفي المقابل لم تتجاوز نسبة الزيادة لدى المشاركين الذين حصلوا على العلاج الوهمي 66 بالمئة فقط وهو ما يبرز التأثير الملحوظ للدواء.
ولم تقتصر فوائد الدواء على هذا الجانب فقط بل أظهرت البيانات أيضا أن كاناغليفلوزين يساهم في تحسين عمليات التمثيل الغذائي في الجسم ويزيد من مستوى بعض عوامل النمو الحيوية فضلا عن تأثيره الإيجابي الملحوظ على أداء وظائف الجهاز المناعي لدى المرضى.
وأكد فريق البحث أن هذه النتائج الأولية تعد مبشرة للغاية لكنهم شددوا في الوقت نفسه على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات المعمقة لفهم آلية تأثير الدواء بشكل كامل على ما يمكن وصفه بتجديد شباب الجسم. ورغم ذلك فإن هذه المعطيات قد تمهد الطريق مستقبلا لاستخدام فئة من أدوية السكري في مواجهة التغيرات البنيوية التي تطرأ على الجسم مع التقدم في العمر.
