دايت كيتو وعلاقته بشيخوخة الرجال.. دراسة حديثة تكشف نتائج غير متوقعة

دايت كيتو وعلاقته بشيخوخة الرجال.. دراسة حديثة تكشف نتائج غير متوقعة
دايت كيتو وعلاقته بشيخوخة الرجال.. دراسة حديثة تكشف نتائج غير متوقعة

كشفت دراسة علمية حديثة نشرت نتائجها في مجلة Cell Reports عن جانب مقلق محتمل للحمية الغذائية الكيتونية الشهيرة حيث أشارت النتائج الأولية إلى أن اتباع هذا النظام قد يؤدي إلى تسريع عملية شيخوخة خلايا الجسم وهو تأثير يظهر بشكل خاص وواضح لدى الذكور.

وأوضحت الأبحاث أن هذا الخطر لا يطال الإناث بنفس الدرجة ويعود السبب في هذا الاختلاف الجذري إلى الدور الوقائي الذي يلعبه هرمون الإستروجين لديهن والذي يبدو أنه يحمي خلاياهن من الآثار السلبية المرتبطة بنظام الكيتو الغذائي.

وتتعمق الدراسة في آلية هذا التأثير مشيرة إلى أن حمية الكيتو تسبب حالة من الإجهاد التأكسدي المتزايد داخل الجسم وهو ما يعزز بدوره إنتاج ما يعرف بالخلايا الهرمة أو خلايا الشيخوخة التي تتراكم وتسرع من تدهور الأنسجة وقد لاحظ الباحثون أن تزويد الذكور المشاركين في الدراسة بجرعات من الإستروجين أو الإستراديول بالتزامن مع مضادات الأكسدة كان كافيا لإيقاف هذه الظاهرة الخلوية غير المرغوب فيها.

ولفهم طبيعة هذا النظام الغذائي يشرح خبراء التغذية أن حمية الكيتو هي نظام يعتمد على استهلاك كمية منخفضة جدا من الكربوهيدرات مقابل نسبة عالية من الدهون والهدف من ذلك هو إجبار الجسم على تغيير مصدر الطاقة الرئيسي لديه فبدلا من حرق الكربوهيدرات للحصول على الجلوكوز يبدأ الجسم في حرق الدهون.

وعندما يقل مخزون الجسم من الكربوهيدرات فإنه يلجأ إلى تحليل الدهون المخزنة أو تلك التي يتم تناولها لإنتاج مركبات تسمى الكيتونات وهذه الكيتونات تصبح الوقود البديل الذي يستخدمه الدماغ والجسم للحصول على الطاقة ولهذا السبب يشجع نظام الكيتو على تناول أطعمة غنية بالدهون مثل البروتينات الحيوانية ومنتجات الألبان الكاملة الدسم والزيوت الصحية والخضروات غير النشوية.

في المقابل يفرض هذا النظام الغذائي قيودا صارمة على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات حيث يتم استبعاد مجموعات غذائية كاملة مثل الحبوب بأنواعها والفواكه والخضروات النشوية كالبطاطس بالإضافة إلى البقوليات والسكريات المضافة وهو ما يثير قلق المختصين بشأن آثاره طويلة الأمد.

وعلى الرغم من شعبيته الكبيرة في إنقاص الوزن فإن خبراء الصحة يحذرون من مخاطر محتملة عند الالتزام بنظام الكيتو لفترات طويلة حيث إن تقييد تناول الفواكه والحبوب الكاملة وبعض الخضراوات والبقوليات يحرم الجسم من فيتامينات ومعادن وألياف غذائية ضرورية مما قد ينعكس سلبا على صحة الجهاز الهضمي ووظائف الدماغ والقلب.

وتشمل المخاوف الأخرى المرتبطة بهذه الحمية ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وزيادة خطر تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين فضلا عن الضغط الإضافي الذي قد يفرضه هذا النظام على وظائف الكلى والكبد كما يزيد من احتمالية فقدان الكتلة العظمية على المدى البعيد وقد يؤدي إلى اضطرابات في الأكل أو شعور بالعزلة الاجتماعية بسبب قيوده الصارمة.

وبالنظر إلى أن الإجهاد التأكسدي هو المحرك الرئيسي لظهور الخلايا الهرمة في الدراسة يتساءل الخبراء عما إذا كان تناول مضادات الأكسدة وحدها كافيا لمواجهة هذه الأضرار ويعتقدون أن هذا النهج قد يساهم في تقليل تأثير الشيخوخة إلى حد ما ولكنه قد لا يكون بنفس كفاءة الحماية التي يوفرها الإستروجين ويستحق هذا الأمر مزيدا من البحث لأنه قد يقدم حلا بآثار جانبية أقل.

ومع كل هذه التحذيرات لا ينكر المختصون أن حمية الكيتو قد تكون أداة علاجية مفيدة في حالات طبية محددة جدا مثل علاج بعض أنواع الصرع لدى المرضى ولكن يجب أن يتم ذلك دائما تحت إشراف طبي دقيق ومتخصص لضمان السيطرة على أي آثار جانبية.

ويؤكد خبراء أمراض القلب الوقائية أن الاعتماد على حمية الكيتو كاستراتيجية طويلة الأمد للحفاظ على صحة القلب ليس خيارا موصى به فالمخاطر المحتملة تفوق الفوائد المتوقعة خصوصا مع وجود أنظمة غذائية أخرى أكثر توازنا واستدامة أثبتت فعاليتها في تحسين صحة القلب ومقاومة الالتهابات وإطالة العمر.