الجري المتقطع يكشف سر اللياقة الخارقة والصحة المثالية في دقائق فقط

الجري المتقطع يكشف سر اللياقة الخارقة والصحة المثالية في دقائق فقط
الجري المتقطع يكشف سر اللياقة الخارقة والصحة المثالية في دقائق فقط

في ظل تحديات الحياة العصرية يمثل ضيق الوقت عائقا رئيسيا يمنع نحو ثلث الأفراد من الالتزام بالنشاط البدني المنتظم رغم الإدراك الواسع للفوائد الصحية للجري والتي تشمل تحسين الحالة النفسية والوقاية من الأمراض وتأخير علامات الشيخوخة ويقدم الجري المتقطع حلا عمليا لهذه المشكلة.

ينتمي هذا النوع من التمارين إلى فئة التدريب المتقطع عالي الشدة ويعتمد على مبدأ التناوب بين دفعات قصيرة من الجهد المكثف تليها فترات من الراحة أو النشاط الخفيف ما يسمح بتحقيق أقصى استفادة في وقت أقل.

توجد طرق متعددة لتطبيق هذا المفهوم في روتين الجري اليومي ومن أشهرها أسلوب 10-20-30 الذي يتضمن الركض بوتيرة خفيفة لمدة ثلاثين ثانية ثم زيادة السرعة لوتيرة متوسطة لعشرين ثانية والوصول إلى أقصى سرعة ممكنة لعشر ثوان. وهناك أيضا أسلوب فارتلك وهو أكثر مرونة حيث يقوم العداء بدمج نوبات من الركض السريع بشكل عشوائي وغير منظم خلال فترة الجري العادية.

تؤكد الأبحاث العلمية أن التدريبات المتقطعة عالية الشدة تقدم فوائد صحية واسعة تتجاوز مجرد توفير الوقت فهي تساهم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وتنشيط عمليات التمثيل الغذائي بالجسم كما تؤدي إلى تغييرات إيجابية في تكوين الجسم من خلال تقليل نسبة الدهون وتغيير أماكن تخزينها.

أظهرت دراسات أجريت على أشخاص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أن ممارسة الركض السريع المتقطع أدى إلى تحسن كبير في اللياقة القلبية الوعائية لديهم مقارنة بمن اتبعوا نظام الجري المستمر بوتيرة ثابتة. وقد تم قياس هذا التحسن عبر زيادة ملحوظة في الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين وهو مؤشر دقيق لقدرة الجسم على استخدام الأكسجين أثناء التمارين الشاقة.

وفي تجربة علمية أخرى استمرت لاثني عشر أسبوعا وشملت عدائين منتظمين وجد الباحثون أن المجموعة التي أدمجت تمارين الجري المتقطع مع روتينها الأسبوعي حققت تحسنا أكبر في مستوى ذروة الأكسجين في الدم مقارنة بالمجموعة التي اكتفت بالجري لمسافات أطول وبوتيرة مستمرة.

يعتبر مقياس ذروة الأكسجين في الدم مؤشرا حيويا على كفاءة اللياقة القلبية التنفسية لأنه يعكس قدرة القلب والرئتين على إمداد العضلات بالأكسجين اللازم لدعم المجهود البدني. ويرتبط ارتفاع هذا المؤشر بشكل مباشر بتحسين الأداء الرياضي وتقليل خطر الوفاة المبكرة لأي سبب كان.