أوضح الدكتور عمر عزام أستاذ الأمراض الجلدية بكلية طب قصر العيني أن فهم الأسباب الحقيقية وراء تساقط الشعر لدى السيدات يمثل حجر الزاوية لوضع خطة علاجية فعالة وناجحة تتناسب مع كل حالة على حدة نظرا لتعدد العوامل المؤدية لهذه المشكلة الشائعة.
إن عملية التشخيص الدقيق هي الخطوة الأولى والأساسية وتبدأ بالتحاليل المعملية التي تعتبر بالغة الأهمية حيث يطلب الطبيب فحوصات شاملة للكشف عن أي خلل محتمل في الجسم مثل نسبة الحديد ومستويات هرمونات الغدة الدرقية بالإضافة إلى تقييم وضع المناعة والهرمونات الأنثوية ومخزون الفيتامينات والمعادن. ويأتي المحور الثاني للتشخيص باستخدام جهاز متخصص يعرف بالديرموسكوب أو الترايكوسكوب وهو ميكروسكوب جلدي متطور يوضع مباشرة على فروة الرأس لفحصها عن قرب وكشف علامات دقيقة لا ترى بالعين المجردة.
وقد أحدث هذا الجهاز نقلة نوعية في مجال تشخيص أمراض الشعر حيث يمكن للأطباء من خلاله تحديد السبب بدقة فهناك علامات معينة تظهر عبر الجهاز تشير إلى أن التساقط ناتج عن صلع وراثي وعلامات أخرى مختلفة تدل على أنه تساقط كربي مؤقت كما يحدث بعد الحمل والولادة كما يكشف الجهاز عن وجود أي التهابات أو فطريات بفروة الرأس. ويقوم طبيب الأمراض الجلدية المختص بدمج نتائج الفحوصات المعملية مع ما يراه عبر جهاز التشخيص بالإضافة إلى الاستماع الجيد للتاريخ المرضي للمريضة لفهم حالتها بالكامل.
وتتعدد أسباب تساقط الشعر بشكل كبير فمنها ما هو مرتبط باضطرابات هرمونية أو نقص في بعض العناصر الغذائية الحيوية ومنها ما هو وراثي وهو ما يعرف بالتساقط النمطي أو الصلع الوراثي عند النساء وأحيانا يكون السبب هو سوء استخدام منتجات العناية بالشعر أو اتباع عادات ضارة. ويجب الإشارة إلى أن الجلد يعتبر مرآة لصحة الجسم الداخلية كما أن له جهازه المناعي الخاص به والذي يختلف عن جهاز المناعة العام للجسم وبالتالي فإن الكثير من الأمراض الجلدية قد تكون هي السبب المباشر في تساقط الشعر.
وشدد عزام على أن رحلة علاج تساقط الشعر تتطلب صبرا ووقتا طويلا وتتنوع آليات العلاج المتاحة بشكل كبير لتشمل الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم والعلاجات الموضعية التي تطبق مباشرة على فروة الرأس فضلا عن الجلسات العلاجية المتقدمة في العيادات مثل الميزوثيرابي والإكسوزوم والبلازما ويتم اختيار الخطة العلاجية الأنسب بناء على التشخيص الدقيق واحتياجات كل سيدة بشكل فردي.
