عاصفة جيومغناطيسية قوية تضرب الأرض غدًا وتحذيرات من تأثيراتها المحتملة

عاصفة جيومغناطيسية قوية تضرب الأرض غدًا وتحذيرات من تأثيراتها المحتملة
عاصفة جيومغناطيسية قوية تضرب الأرض غدًا وتحذيرات من تأثيراتها المحتملة

أطلق خبراء الطقس الفضائي تحذيرات حول عاصفة جيومغناطيسية محتملة قد تؤثر على كوكب الأرض يوم الأحد الموافق للرابع عشر من سبتمبر عام 2025 حيث تشير التوقعات إلى أنها قد تصل إلى مستوى G2 المعتدل مما يثير اهتمام العلماء وهواة الظواهر الفلكية على حد سواء.

السبب وراء هذه الظاهرة الفلكية المرتقبة هو اكتشاف ثقب إكليلي هائل في الغلاف الجوي للشمس يأخذ شكل فراشة عملاقة ويعمل هذا الثقب على إطلاق تيار مستمر من الرياح الشمسية عالية السرعة في اتجاه الأرض مباشرة وبحسب التقديرات فإن سرعة هذه الرياح قد تصل إلى نحو خمسمئة ألف كيلومتر ومن المتوقع أن تبدأ في الوصول إلى مجالنا المغناطيسي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

تتباين تقديرات المتخصصين حول شدة العاصفة المتوقعة فبينما يتوقع مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تتراوح شدة العواصف الجيومغناطيسية بين مستويات G1 الطفيفة واحتمالية بلوغها مستوى G2 المتوسط في الفترة ما بين الثالث عشر والرابع عشر من سبتمبر أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تقديراً أكثر تحفظاً يتوقع فيه أن تبلغ العاصفة ذروتها عند مستوى G1 فقط ومع ذلك يبقى احتمال تصاعد النشاط قائماً في حال توافقت اتجاهات المجال المغناطيسي للرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي الأرضي.

يزداد الاهتمام بهذا الحدث كونه يتزامن مع فترة مميزة من العام لهواة متابعة الشفق القطبي وهي فترة قريبة من الاعتدال الخريفي ففي هذا التوقيت من كل عام يسهل اتجاه الأرض في الفضاء من عملية اتصال المجال المغناطيسي للكوكب مع المجال المغناطيسي بين الكوكبي الذي تحمله الجسيمات الشمسية.

تُعرف هذه الزيادة الموسمية في النشاط المغناطيسي الأرضي علمياً بتأثير راسل-ماكفيرون وهي ظاهرة وصفها لأول مرة عالما الجيوفيزياء كريستوفر راسل وروبرت ماكفيرون في عام 1973 وخلال فترتي الاعتدال الربيعي والخريفي تسطع الشمس بشكل مباشر فوق خط الاستواء مما يؤدي إلى تساوي ساعات الليل والنهار تقريباً في نصفي الكرة الأرضية.

في معظم أوقات السنة يؤدي ميل محور الأرض إلى حدوث انحراف طفيف في محاذاة المجالين المغناطيسيين للأرض والشمس وهذا الانحراف يساعد على صد جزء من الجسيمات المشحونة القادمة نحو كوكبنا ولكن حول فترات الاعتدال يضعف هذا الحاجز الطبيعي بشكل ملحوظ ونتيجة لذلك يمكن لاضطرابات الطقس الفضائي حتى المتواضعة منها أن تسبب تأثيراً أكبر.

وقد أثبتت الدراسات طويلة المدى أن احتمالية حدوث العواصف الجيومغناطيسية تتضاعف تقريباً خلال أشهر الاعتدال مقارنة بفترات الانقلاب الصيفي والشتوي في شهري يونيو وديسمبر ومع اقتراب الاعتدال الخريفي في الثاني والعشرين من سبتمبر تتهيأ الظروف المثالية حتى لتيارات الرياح الشمسية غير القوية لإنتاج عروض شفق قطبي أكثر سطوعاً وانتشاراً مما قد تسببه في أوقات أخرى من العام.