أعراض جرثومة المعدة.. علامات تحذيرية بجسدك لا تتجاهلها أبرزها الغثيان وفقدان الشهية

أعراض جرثومة المعدة.. علامات تحذيرية بجسدك لا تتجاهلها أبرزها الغثيان وفقدان الشهية
أعراض جرثومة المعدة.. علامات تحذيرية بجسدك لا تتجاهلها أبرزها الغثيان وفقدان الشهية

تعتبر بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري التي تعرف شعبيا بجرثومة المعدة إحدى أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارا في العالم حيث تشير التقديرات إلى أنها قد تصيب ما يقارب نصف سكان الكرة الأرضية خلال فترة ما من حياتهم ورغم شيوعها فإن أغلب المصابين لا يعانون من أي أعراض واضحة.

تنتقل هذه الجرثومة بشكل رئيسي عن طريق التواصل المباشر بين الأفراد أو عبر استهلاك أغذية ومياه ملوثة أو ملامسة الفضلات الملوثة بها. وتزداد احتمالية الإصابة في البيئات المزدحمة بالسكان أو في المناطق التي تفتقر إلى شبكات المياه النظيفة والصرف الصحي الملائم ورغم أن غالبية حالات العدوى تحدث خلال مرحلة الطفولة إلا أن البالغين ليسوا بمنأى عن خطر الإصابة.

في معظم الحالات لا تظهر على الشخص المصاب أي علامات تدل على وجود البكتيريا ولكن عند تطور العدوى إلى التهاب في المعدة أو قرحة هضمية تبدأ الأعراض في الظهور ويعد الألم الحارق أو الخفيف في منطقة البطن العرض الأكثر شيوعا ويزداد هذا الألم حدة عندما تكون المعدة فارغة بينما قد يخف مؤقتا بعد تناول الطعام أو شرب الحليب أو استخدام مضادات الحموضة.

تشمل الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الإصابة الشعور بالانتفاخ والتجشؤ المتكرر بالإضافة إلى فقدان الشهية والغثيان والتقيؤ وخسارة الوزن بشكل غير مبرر. وهناك علامات خطر تستدعي طلب المساعدة الطبية الفورية منها تغير لون البراز إلى الداكن أو الأسود الشبيه بالقطران أو ظهور دم فيه مما قد يدل على وجود نزيف داخلي كما أن تقيؤ الدم أو مادة تشبه ترسبات القهوة يعد مؤشرا خطيرا.

عند دخولها إلى الجسم تستقر البكتيريا في بطانة المعدة وتتكاثر هناك مما يؤدي مع الوقت إلى إضعاف هذه البطانة وجعلها أكثر هشاشة وأكثر عرضة للتلف بفعل الأحماض الهضمية القوية وهو ما يفسر كون هذه الجرثومة السبب الرئيسي للإصابة بالقرحة الهضمية.

ويمكن أن تؤدي العدوى إلى مضاعفات مختلفة أبرزها التهاب بطانة المعدة الذي يسبب الغثيان والقيء كما يصاب حوالي عشرة بالمئة من المصابين بالقرحة الهضمية التي قد تتطور إلى مشكلات خطيرة مثل النزيف أو انسداد المريء. وعلى الرغم من ندرته فإن العدوى المزمنة بجرثومة المعدة تعد أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع معينة من سرطان المعدة خاصة لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.

يتم علاج القرحة الناتجة عن هذه البكتيريا عادة عبر خطة علاجية تعرف بالعلاج الثلاثي تجمع بين نوعين مختلفين من المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا إلى جانب دواء مثبط لمضخة البروتون يعمل على تقليل كمية الحمض الذي تفرزه المعدة. وفي بعض الأحيان قد يصف الطبيب أدوية إضافية لحماية بطانة المعدة أو حاصرات الهيستامين كبديل لمثبطات مضخة البروتون ويستمر العلاج لعدة أسابيع وينصح خلال هذه الفترة بتجنب المسكنات مثل الأسبرين والآيبوبروفين لأنها قد تزيد من تهيج المعدة.

للوقاية من العدوى ينصح بالالتزام بقواعد النظافة العامة كغسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه والحرص على استهلاك مياه وأطعمة نظيفة وموثوقة المصدر. وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن النظام الغذائي قد يلعب دورا في الوقاية حيث لوحظ أن الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة قد تقلل من خطر الإصابة مقارنة بالأنظمة التي تعتمد على الكربوهيدرات والسكريات والأطعمة المصنعة.