ضبط مواعيد النوم قبل الدراسة.. خطة الخبراء الذكية لمساعدة كل أم

ضبط مواعيد النوم قبل الدراسة.. خطة الخبراء الذكية لمساعدة كل أم
ضبط مواعيد النوم قبل الدراسة.. خطة الخبراء الذكية لمساعدة كل أم

تستعد الأسر مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد لمواجهة تحدي إعادة ضبط الروتين اليومي لأبنائهم خاصة فيما يتعلق بمواعيد النوم التي تعتبر حجر الزاوية في استعدادهم الجسدي والنفسي لاستقبال الدراسة فالنوم الكافي لا يقتصر أثره على النشاط الصباحي بل يمتد ليكون عاملا أساسيا في تعزيز قدراتهم على التركيز والاستيعاب خلال اليوم الدراسي.

أكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذة التربية ومستشارة العلاقات الأسرية أن تنظيم نوم الأطفال قبل العودة للمدارس يمثل عنصرا محوريا لنجاح التجربة التعليمية بأكملها حيث يساهم النوم الجيد في تقوية الذاكرة وتحسين الحالة المزاجية العامة للطفل ويقلل من فرص تعرضه للتوتر والانفعالات الحادة ولذلك ينبغي على الأمهات البدء في تطبيق خطة منظمة قبل أسبوع على الأقل من أول يوم دراسي لضمان تكيف الأبناء بشكل سلس.

ومن الأخطاء الشائعة التي ترتكبها بعض الأسر هي تأجيل تغيير مواعيد النوم حتى الليلة الأخيرة قبل الدراسة مما يضع الطفل تحت ضغط كبير ويصيبه بالإرهاق في يومه الأول والصواب هو البدء في تقديم موعد النوم والاستيقاظ تدريجيا بمقدار ربع ساعة إلى نصف ساعة يوميا وهذا التدرج يمنح الساعة البيولوجية للجسم فرصة للتكيف الطبيعي دون مقاومة.

يلعب الروتين المسائي الثابت دورا هاما في إرسال إشارات للجسم بأن وقت الراحة قد اقترب ويمكن للأم أن تضع نظاما يوميا متكررا يشمل أنشطة مهدئة مثل الاستحمام بماء دافئ أو قراءة قصة محببة أو تشغيل موسيقى هادئة مع تخفيف إضاءة الغرفة فهذه العادات تساعد الطفل على الاسترخاء والانتقال إلى مرحلة النوم بسهولة وسرعة.

تؤثر الأجهزة الإلكترونية بشكل سلبي على جودة النوم إذ إن الضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية يعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ ولهذا السبب يجب منع استخدام هذه الأجهزة قبل ساعة على الأقل من الذهاب إلى الفراش واستبدالها بأنشطة لا تتطلب تركيزا ذهنيا عاليا كالرسم أو التحدث مع أفراد الأسرة.

تعد بيئة النوم المريحة عاملا لا يمكن إغفاله فيجب أن تكون غرفة الطفل مظلمة وهادئة وذات درجة حرارة معتدلة كما أن ترتيب السرير واختيار وسادة مريحة قد يحدث فرقا كبيرا في قدرة الطفل على النوم العميق والمتواصل ويمكن إضافة لمسات شخصية يحبها الطفل كوسادته المفضلة أو لعبة قطنية ليشعر بالأمان.

للتغذية أيضا دور في انتظام النوم فيجب على الأمهات تجنب تقديم وجبات دسمة أو مشروبات تحتوي على منبهات كالشوكولاتة والمشروبات الغازية خلال ساعات المساء وبدلا من ذلك يمكن تقديم وجبة خفيفة ومغذية مثل كوب من الحليب الدافئ أو ثمرة فاكهة مما يساعد على نوم هادئ دون الشعور بالجوع أو الثقل.

إن النشاط البدني خلال ساعات النهار يستهلك طاقة الطفل ويجعله أكثر قابلية للنوم ليلا لذلك من الضروري تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الحركية مثل اللعب في الهواء الطلق أو ركوب الدراجة فالطفل الذي يقضي يومه في حالة من الخمول أمام الشاشات سيجد صعوبة أكبر في الخلود للنوم في الموعد المحدد.

في المقابل يجب الانتباه إلى القيلولة النهارية الطويلة التي قد تعيق النوم ليلا فإذا كان الطفل معتادا على ذلك ينصح بتقليل مدة القيلولة تدريجيا بحيث لا تتجاوز نصف ساعة وأن تكون في فترة الظهيرة وليس في وقت متأخر من العصر حتى لا تؤثر على موعد نومه الأساسي.

من المهم كذلك إشراك الأطفال في عملية تنظيم مواعيدهم الجديدة عبر التحدث معهم بلغة مبسطة عن فوائد النوم المبكر وكيف يساعدهم على الشعور بالنشاط والحيوية في المدرسة وتحقيق نتائج أفضل وهذا الحوار يجعلهم أكثر تعاونا وتقبلا للتغيير بدلا من الشعور بأنه مجرد أمر مفروض عليهم.

يعد التزام الأسرة بأكملها بروتين النوم الجديد حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع أمرا ضروريا للحفاظ على استقرار الساعة البيولوجية للطفل فالسهر في أيام العطلة ثم محاولة العودة للنوم المبكر مجددا يربك نظام الجسم ويجعل المهمة أكثر صعوبة مع بداية كل أسبوع دراسي جديد.

أخيرا ينبغي على الوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهم فعندما يلاحظ الأطفال حرص والديهم على الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة فإنهم يميلون إلى تقليد هذا السلوك الإيجابي بشكل طبيعي دون الشعور بأنه واجب أو عقاب.