نظام غذائي سحري لزيادة تركيز أبنائك وتقوية ذاكرتهم قبل انطلاق الدراسة

نظام غذائي سحري لزيادة تركيز أبنائك وتقوية ذاكرتهم قبل انطلاق الدراسة
نظام غذائي سحري لزيادة تركيز أبنائك وتقوية ذاكرتهم قبل انطلاق الدراسة

مع انطلاق العد التنازلي للعودة إلى المدارس يتجه اهتمام الأسر نحو تجهيز الحقائب والأدوات المدرسية لكن خبراء التغذية يشددون على أن الاستعداد الذهني والبدني للطلاب لا يقل أهمية حيث يعد النظام الغذائي الصحي حجر الزاوية في تعزيز القدرة على التركيز وتقوية الذاكرة لمواجهة متطلبات العام الدراسي الجديد.

أكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن تهيئة الطلاب لا تقتصر على الجانب المادي بل تمتد لتشمل بناء مخزون طاقة صحي للعقل والجسم فالتحضير للعام الدراسي يجب أن يبدأ قبل أسبوع على الأقل عبر نظام غذائي متكامل يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية. وأوضحت أن هذا الاستعداد المبكر يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم ويحسن تحصيلهم الدراسي من خلال تقوية قدراتهم الذهنية والنفسية.

يستهلك المخ وحده حوالي عشرين بالمئة من طاقة الجسم ويعتمد بشكل أساسي على الجلوكوز كمصدر للطاقة. وهنا تكمن أهمية نوعية الغذاء فالسكريات السريعة تمنح طاقة مؤقتة يعقبها شعور بالخمول بينما توفر الكربوهيدرات المعقدة والأطعمة الصحية وقودا ثابتا ومستمرا للدماغ مما يدعم عمل الخلايا العصبية والناقلات الكيميائية المسؤولة عن التعلم والانتباه.

ولتحقيق أقصى استفادة ذهنية هناك عناصر غذائية لا غنى عنها لتعزيز الذاكرة والتركيز. تأتي أحماض أوميجا 3 على رأس هذه العناصر وتوجد في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة وبذور الكتان والمكسرات وتلعب دورا حيويا في نمو الخلايا العصبية. كما أن الحديد ضروري لنقل الأكسجين إلى المخ ومصادره تشمل السبانخ والكبدة والعدس ونقصه يسبب الإرهاق وضعف التركيز. ويساهم الزنك الموجود في اللحوم والمكسرات في تقوية الذاكرة بينما تعد فيتامينات ب المركبة أساسية لإنتاج الطاقة وتنشيط الجهاز العصبي وتتوفر في الحبوب الكاملة. ولا يمكن إغفال دور مضادات الأكسدة كفيتامين سي الموجود في الحمضيات لحماية خلايا المخ من التلف.

تعد وجبة الإفطار الانطلاقة الحقيقية ليوم الطالب الدراسي فهي تكسر صيام الليل وتنشط المخ استعدادا لتلقي المعلومات منذ الحصة الأولى. يجب أن يكون الإفطار متكاملا يجمع بين الحبوب الكاملة مثل الشوفان ومصدر للبروتين كالبيض أو الزبادي بالإضافة إلى ثمرة فاكهة وكوب من الحليب لضمان الحصول على الكالسيوم والفيتامينات اللازمة.

أما وجبة الغداء فتمثل فرصة لتجديد طاقة الجسم والعقل في منتصف اليوم ويجب أن تحتوي على بروتين صحي مثل الدجاج المشوي أو الأسماك أو البقوليات إلى جانب نشويات معقدة كالأرز البني وسلطة خضروات طازجة غنية بمضادات الأكسدة.

وللحفاظ على مستويات طاقة مستقرة بين الوجبات الرئيسية تأتي أهمية الوجبات الخفيفة الصحية. يمكن أن تكون هذه الوجبة عبارة عن حفنة من المكسرات غير المملحة أو بعض التمر مع كوب حليب أو قطع من الخضار كالجزر والخيار. هذه الخيارات تساعد على تثبيت مستوى السكر في الدم وتحافظ على صفاء الذهن.

يجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة وسهلة الهضم لتجنب إرهاق الجهاز الهضمي قبل النوم مما يضمن نوما هادئا وعميقا وهو أمر أساسي لتثبيت المعلومات التي تعلمها الطالب خلال اليوم. من الأمثلة الجيدة للعشاء شوربة الخضار أو كوب من الزبادي مع الفاكهة.

وينصح الخبراء الأهالي بالبدء في تطبيق هذا النظام الغذائي قبل أسبوع من بدء الدراسة ليعتاد عليه الطفل ويستفيد منه بشكل كامل. ومن الضروري تجنب الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة التي تسبب الخمول وتضعف التركيز. كما يجب تنظيم مواعيد النوم وتشجيع الأبناء على شرب كميات كافية من الماء لأن الجفاف يؤثر سلبا على الوظائف العقلية.

وكمثال تطبيقي ليوم غذائي متكامل يمكن أن يبدأ الطالب يومه بوجبة إفطار من الشوفان مع الحليب والعسل والمكسرات وثمرة موز. وفي منتصف اليوم يمكن تناول تفاحة مع ملعقة من زبدة الفول السوداني كوجبة خفيفة. أما الغداء فيمكن أن يتكون من سمك مشوي مع أرز بني وسلطة خضراء تليها وجبة خفيفة أخرى من الزبادي مع الفراولة. ويكون العشاء عبارة عن شوربة عدس دافئة مع قطعة خبز من القمح الكامل.