تسعى نساء كثيرات للحصول على بشرة نضرة وصافية وهو ما يجعل التقشير الطبيعي خيارا أساسيا في روتين العناية بالجمال. وتؤكد خبيرة العناية بالبشرة والجسم سامنثا جريج أن هذه الطريقة ليست مجرد خطوة تجميلية عابرة بل هي وسيلة فعالة للحفاظ على صحة الجلد وشبابه باستخدام مكونات منزلية بسيطة وآمنة ومتوفرة بتكلفة قليلة مقارنة بالمنتجات الكيميائية المنتشرة في الأسواق.
تتمثل الفائدة الأساسية لعملية التقشير في إزالة طبقة الخلايا الميتة المتراكمة على سطح الجلد والتي تسبب المظهر الباهت والخشن. ويساعد التخلص من هذه الطبقة على كشف بشرة جديدة أكثر نعومة وإشراقا كما أن التدليك المصاحب لعملية التقشير يحفز الدورة الدموية مما يمنح الوجه حيوية ونضارة فورية.
ويعمل التقشير المنتظم على تنظيف المسام بعمق ومنع تراكم الدهون والشوائب المسببة للرؤوس السوداء والبيضاء. وعندما تصبح البشرة نظيفة وخالية من العوائق فإنها تستقبل منتجات العناية الأخرى مثل الكريمات المرطبة والسيرومات بكفاءة أكبر ما يضاعف من تأثيرها وفعاليتها.
كما تساهم بعض المكونات الطبيعية المستخدمة في المقشرات مثل الليمون أو الأرز في تفتيح البقع الداكنة الناتجة عن التعرض للشمس أو آثار الحبوب وبالتالي الحصول على لون متجانس للبشرة. ويعد تجديد الخلايا المستمر عبر التقشير أحد أهم أسرار الحفاظ على شباب الجلد وتأخير ظهور الخطوط الدقيقة وعلامات التقدم في السن.
ويمكن تحضير عدة أنواع من المقشرات الطبيعية في المنزل بسهولة ومنها مقشر السكر والعسل للترطيب والتنظيف. لتحضير هذا المقشر يُخلط مقدار ملعقتين من السكر سواء كان بنيا أو أبيض مع ملعقة من العسل الطبيعي ونصف ملعقة من زيت الزيتون. يُوزع المزيج على البشرة ويدلك بلطف بحركات دائرية لمدة ثلاث دقائق قبل شطفه بالماء الفاتر حيث يعمل السكر على كشط الجلد الميت بينما يمنح العسل الترطيب والتعقيم اللازمين.
ويعتبر مقشر القهوة وزيت جوز الهند خيارا ممتازا لتنشيط البشرة حيث تمزج ملعقتان من القهوة المطحونة مع ملعقة من زيت جوز الهند. يوضع الخليط على الوجه أو الجسم مع تدليك لطيف ويُترك لدقائق قليلة قبل غسله بالماء. تشتهر القهوة بقدرتها على تحفيز الدورة الدموية وتقليل مظهر السيلوليت بينما يوفر زيت جوز الهند ترطيبا عميقا.
للبشرة الحساسة يعد مقشر الشوفان والزبادي هو الأنسب. يتكون من ملعقتين من الشوفان المطحون مع ملعقة من الزبادي وبضع قطرات من عصير الليمون. يُمزج الخليط جيدا ويُفرد على البشرة لعشر دقائق ثم يُفرك برفق ويُغسل. يهدئ الشوفان البشرة ويخفف التهيج بينما يحتوي الزبادي على حمض اللاكتيك الذي يجدد الخلايا بلطف.
لمعالجة المناطق الخشنة مثل الكوعين والركبتين يمكن استخدام مقشر الملح البحري وزيت اللوز. يتم تحضيره بخلط ملعقتين من الملح البحري الناعم مع ملعقة من زيت اللوز ونصف ملعقة عسل. يُستخدم الخليط لتدليك الجسم لإزالة الخشونة بفعالية بينما يغذي زيت اللوز البشرة بالفيتامينات الضرورية.
ولتفتيح البشرة وتوحيد لونها يمكن الاعتماد على مقشر الأرز وماء الورد. يتطلب تحضيره مزج ملعقتين من دقيق الأرز مع ملعقة من ماء الورد ونصف ملعقة عسل. يُفرد الخليط على الوجه ويُترك حتى يجف قليلا ثم يُفرك بحركات دائرية ناعمة. يساهم الأرز في تفتيح لون الجلد بينما يهدئ ماء الورد الالتهابات ويمنح الوجه إشراقة طبيعية.
وهناك أيضا مقشر الطماطم والسكر الفعال في تقليل حب الشباب. يُحضر بهرس نصف حبة طماطم وإضافة ملعقة صغيرة من السكر إليها. يُدهن الوجه بالمزيج مع التدليك بلطف ثم يُغسل بعد مرور خمس دقائق. الطماطم غنية بمضادات الأكسدة المفيدة للبشرة ويقوم السكر بالتقشير اللطيف.
وتشدد الخبيرة سامنثا جريج على أهمية الاعتدال إذ يُنصح بتطبيق المقشرات مرتين أسبوعيا على الأكثر لتجنب إرهاق البشرة وتعريضها للجفاف أو الالتهاب. ومن الضروري قبل استخدام أي وصفة جديدة إجراء اختبار بسيط على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم وجود أي رد فعل تحسسي. وبعد كل عملية تقشير يجب استخدام كريم مرطب أو زيت طبيعي لتعويض الرطوبة المفقودة والحفاظ على نعومة الجلد مع أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة عند استخدام مكونات مثل الليمون أو الطماطم.
ويختلف التقشير الطبيعي عن نظيره الكيميائي في طبيعة المكونات والآلية. فالطبيعي يعتمد على مواد بسيطة كالسكر والملح والقهوة ويعتبر لطيفا ومناسبا للاستخدام المنزلي المنتظم. أما التقشير الكيميائي فيتم عبر استخدام أحماض ومواد مركزة تحت إشراف طبي لمعالجة مشكلات أعمق مثل التصبغات الشديدة والتجاعيد ورغم قوته وفعاليته فإنه يحمل خطر التهيج إذا لم يتم تطبيقه بالشكل الصحيح.
