
أثارت قضية المدافع البرازيلي رينان لودي مع ناديه الهلال جدلا قانونيا واسع النطاق بعد إعلانه فسخ عقده من جانب واحد رغم سريانه حتى عام 2027 لتسلط الضوء مجددا على ظاهرة نزاعات العقود بين اللاعبين والأندية التي أصبحت سمة متكررة في عالم كرة القدم.
جاء قرار لودي المفاجئ عبر وكيله القانوني الذي أرسل خطابا رسميا لإدارة النادي بينما لم يتأخر الهلال في الرد معلنا عزمه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقوقه خاصة بعد الموسم المميز الذي قدمه اللاعب حيث شارك في 42 مباراة وسجل 4 أهداف مع تقديم 10 تمريرات حاسمة.
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان صراعات قانونية سابقة كان نادي الزمالك المصري طرفا فيها أبرزها مع لاعبه التونسي حمدي النقاز عام 2019 الذي استند إلى تأخر مستحقاته المالية لفسخ عقده وتقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم.
في البداية كسب النقاز الجولة الأولى بحكم من لجنة فض المنازعات ألزم الزمالك بدفع مليون و250 ألف دولار لكن النادي المصري لجأ للمحكمة الرياضية الدولية وتمكن من إلغاء الحكم بعد تسوية ودية أعادت اللاعب لصفوفه قبل أن يعود النزاع مجددا بسبب إخلال النقاز ببنود التسوية ليحصل الزمالك مؤخرا في أغسطس 2024 على حكم لصالحه بتغريم اللاعب 160 ألف دولار.
ولم تكن قصة النقاز هي الوحيدة في سجل الزمالك حيث سبقه اللاعب الغاني جونيور أجوجو الذي سلك نفس الطريق بعد موسم واحد مبررا قراره بتأخر مستحقاته ونجح في الحصول على حكم من المحكمة الرياضية لصالحه مع تعويض مالي.
وفي الدوري السعودي أيضا شهد نادي الشباب موقفا مشابها مع لاعبه الروماني كونستانتين بوديسكو الذي غادر معسكر الفريق صيف 2019 دون إذن وأعلن من رومانيا فسخ عقده عبر البريد الإلكتروني بحجة تهميشه رياضيا.
لكن الشباب لم يقف مكتوف الأيدي ورفع دعوى لدى فيفا الذي أصدر حكما لصالحه بتغريم بوديسكو وناديه الجديد أسترا الروماني مبلغا يصل إلى 723 ألف دولار في انتصار قانوني للنادي السعودي.
ويميل فيفا في معظم نزاعات العقود لدعم اللاعبين إذا كان السبب مرتبطا بتأخر المستحقات المالية لكن الأمر يختلف كثيرا عندما تكون الدوافع رياضية بحتة.
ويمنح القانون اللاعب ما يعرف بالسبب الرياضي الوجيه لفسخ عقده إذا شارك في أقل من 10 بالمئة من مباريات فريقه الرسمية خلال موسم كامل بهدف حماية مسيرته من التجميد لكن إثبات هذا السبب يبقى صعبا لأنه قد يصطدم بالرؤية الفنية للمدرب.
وعلى سبيل المثال قرر الكوستاريكي هاينر مورا عام 2013 فسخ عقده مع ناديه النرويجي هونيفس لقلة مشاركاته وتأخر رواتبه وحصل على حكم لصالحه استنادا للجانب المالي بشكل أكبر بينما في أذربيجان توصل كامارن جولييف لاتفاق ودي مع ناديه سومجايت لفسخ العقد بسبب قلة مشاركاته في موسم 2024ـ2025.
وفي تجربة مختلفة تماما اختار نادي برشلونة الإسباني ولاعبه أوريول روميو الحل الودي بعد خروج اللاعب من حسابات المدرب هانزي فليك حيث اتفق الطرفان على إنهاء العقد مقابل حصول روميو على جزء من مستحقاته ليغادر دون الدخول في معارك قضائية.