أوضحت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية أن الهضم السليم يعد ركنا أساسيا للحفاظ على صحة الجسم والشعور بالاسترخاء بعد تناول الوجبات المختلفة حيث يواجه الكثيرون تحديات هضمية مثل الانتفاخ والحموضة وتكون الغازات مما يدفعهم للبحث عن حلول طبيعية لتلك المشكلات الشائعة.
وأكدت أن المشروبات العشبية تمثل خيارا طبيعيا مثاليا لدعم وظائف الجهاز الهضمي بعد الطعام فهي لا تقتصر على توفير الراحة للمعدة فحسب بل تساهم في تعزيز الصحة العامة وتخفيف التوتر الذي يؤثر سلبا على عملية الهضم وإن دمج كوب من هذه المشروبات في الروتين اليومي يعد خطوة بسيطة ومؤثرة لتحسين الهضم والصحة.
ويعتبر شاي الزنجبيل أحد أكثر المشروبات العشبية فعالية لتحفيز الهضم فهو غني بمركبات الجينجيرول التي تعمل على تسريع حركة المعدة والأمعاء مما يساهم في تفريغها بشكل أسرع كما يعزز من إفراز العصارات الهضمية ويقلل من الإحساس بالغثيان الذي قد يتبع بعض الوجبات ويمكن تحضيره من الزنجبيل الطازج أو المجفف مع إضافة الليمون والعسل لتعزيز قيمته.
ومن الأعشاب المفيدة أيضا الشمر الذي يتميز برائحته العطرية واستخدم منذ القدم لمعالجة الاضطرابات الهضمية فشرب شاي الشمر الدافئ يساعد بفاعلية على طرد الغازات وتخفيف الانتفاخ كما يهدئ تقلصات الأمعاء ويحسن حركتها مما يمنع حدوث الإمساك الخفيف.
أما البابونج فيشتهر بخصائصه المهدئة التي لا تقتصر على الأعصاب بل تمتد لتشمل الجهاز الهضمي حيث يعمل على تخفيف الاضطرابات المعوية والتقلصات ويساعد في تقليل الشعور بالحموضة والارتجاع ويمنح شرب كوب دافئ منه بعد وجبة دسمة شعورا بالهدوء والراحة.
ويأتي النعناع كواحد من أشهر الأعشاب المستخدمة لتحسين الهضم لاحتوائه على المنثول الذي يساعد على إرخاء عضلات الجهاز الهضمي الملساء مما يقلل من التشنجات ويخفف من الغازات والمغص الناتج عن عسر الهضم ويعد خيارا ممتازا لتهدئة القولون العصبي خاصة بعد الوجبات الثقيلة.
وللقرفة دور فعال في تحفيز عملية الهضم وتنشيط الدورة الدموية فشرب شاي القرفة بعد الأكل يقلل من الانتفاخ والغازات ويحفز إنتاج الإنزيمات الهاضمة مما يساعد على هضم الدهون الثقيلة وهو مناسب بشكل خاص بعد تناول الأطعمة الدسمة والحلويات.
ويقدم الكركديه سواء كان ساخنا أو باردا فوائد مهمة لصحة الجهاز الهضمي إذ يساعد على تهدئة تقلصات المعدة ويحسن من حركة الأمعاء كما يقلل من الإحساس بالعطش بعد تناول الأطعمة المالحة لكن ينصح بالاعتدال في تناوله لمن يعانون من انخفاض ضغط الدم.
ويعرف الينسون بقدرته التقليدية على تهدئة المعدة والتخفيف من المغص ويعمل على التخلص من الانتفاخ والغازات وتهدئة القولون العصبي مما يعزز الشعور بالراحة بعد تناول الطعام ويفضل شربه دافئا بعد وجبتي الغداء أو العشاء.
كما أن المريمية أو القصعين غنية بالزيوت العطرية التي تنظم إفراز العصارات الهضمية وتقلل الإحساس بالثقل بعد الوجبات الدسمة وتساهم في تهدئة المعدة وتخفيف التقلصات أما الكراوية فهي مشروب فعال لطرد الغازات وتقليل المغص الناتج عن التخمرات المعوية وتهدئة القولون.
وقدمت الدكتورة هدى مجموعة من الإرشادات عند تناول هذه المشروبات حيث نصحت بأن تكون دافئة وليست ساخنة جدا لتجنب تهيج جدار المعدة مع التأكيد على أهمية الاعتدال إذ يكفي كوب واحد بعد الوجبة ودعت إلى التنويع بين الأعشاب للاستفادة من خصائصها المختلفة كما شددت على ضرورة استشارة الطبيب لمن يعانون من أمراض مزمنة قبل الاعتماد عليها بشكل دائم.
