
يثير توقيت تناول الوجبات جدلاً واسعاً في أوساط الصحة والتغذية إذ يؤكد الخبراء أن أهمية موعد الطعام لا تقل عن أهمية نوعيته. فبينما يركز الكثيرون على ما يضعونه في أطباقهم قد يكون لتوقيت تناول الوجبات تأثير عميق ومباشر على عمليات الهضم وجودة النوم والصحة العامة للجسم ككل.
برز الصيام المتقطع كأحد الأنظمة الغذائية الشائعة في السنوات الأخيرة وهو يعتمد على التناوب بين فترات مخصصة لتناول الطعام وأخرى للصيام مثل حصر الأكل في نافذة زمنية مدتها ثماني ساعات. ورغم لجوء البعض إليه بهدف تقليل السعرات الحرارية فإن خبراء يحذرون من أن الأبحاث لا تثبت تفوقه على الأنظمة الغذائية المتوازنة التقليدية بل أظهرت دراسة شملت عشرين ألف شخص ارتباط هذا النظام بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 91%.
وتوجه مؤسسات صحية تحذيرات واضحة بأن الصيام المتقطع لا يناسب جميع الفئات على الإطلاق. وينصح بتجنبه للأطفال والمراهقين تحت سن 18 عاماً وكذلك النساء الحوامل أو المرضعات بالإضافة إلى المصابين بالسكري من النوع الأول أو الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع اضطرابات الأكل.
يقدم اختصاصيو تغذية بديلاً أكثر استدامة يتمثل في اتباع نهج متوازن يركز على الاستماع لإشارات الجسم الطبيعية. وينصحون بتناول وجبات تحتوي على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات إلى جانب البروتينات الخفيفة والدهون الصحية. وتشير إحدى الإرشادات الهامة إلى تناول وجبة العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم وذلك لتسهيل عملية الهضم وتفادي مشكلات صحية مثل ارتجاع المريء خصوصاً بعد تناول الوجبات الكبيرة أو الغنية بالأطعمة الدهنية والحمضية أو التوابل.
يؤكد المتخصصون أن التركيز على تناول الطعام بوعي والانتباه لإشارات الجوع والشبع يعد أكثر فاعلية وأماناً على المدى الطويل من اتباع الحميات الغذائية المقيدة بشدة. فغالباً ما تؤدي هذه الحميات الصارمة إلى نتائج عكسية مثل استعادة الوزن المفقود بعد فترة أو حتى تطور سلوكيات غذائية غير صحية ومضطربة مما يجعل الاعتدال والاستماع للجسد النهج الأكثر أماناً.