
يرتبط إهمال نظافة الفم قبل النوم بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض جهازية خطيرة حيث تسمح هذه العادة السيئة للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم عبر اللثة الملتهبة مما يرفع من احتمالية التعرض لمشكلات صحية معقدة مثل أمراض القلب والسكري والتهابات الجهاز التنفسي المختلفة.
إن صحة الفم لا تنفصل عن الصحة العامة للجسم فالبكتيريا التي تتكاثر في الفم ليلا قد تساهم في تفاقم الأمراض المزمنة. بالنسبة لمرضى السكري على سبيل المثال فإن التهابات اللثة غير المعالجة قد تجعل التحكم في مستويات سكر الدم أكثر صعوبة كما أن دخول البكتيريا الضارة إلى الدورة الدموية قد يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب. تشير الأبحاث إلى أن تنظيف الأسنان بانتظام ليلا يقلل من الالتهابات الجهازية ويحسن الاستجابة المناعية للجسم وقد يحد من المخاطر المرتبطة بحالات أخرى كالسكتة الدماغية وأمراض الكلى.
يتحول الفم خلال ساعات النوم إلى بيئة مثالية لنشاط البكتيريا الضارة نظرا للانخفاض الطبيعي في إنتاج اللعاب الذي يعمل كمنظف طبيعي للفم. هذا الانخفاض يترك بقايا الطعام والسكريات عالقة بين الأسنان مما يوفر غذاء للبكتيريا التي تقوم بدورها بإنتاج أحماض تهاجم مينا الأسنان وتضعفها باستمرار طوال الليل. هذه العملية المستمرة هي السبب الرئيسي لتسوس الأسنان الذي يمكن تجنبه بسهولة عبر المواظبة على التنظيف الليلي.
تعتبر عادة تنظيف الأسنان بالفرشاة قبل النوم خط الدفاع الأول ضد أمراض اللثة. تبدأ هذه الأمراض عادة بالتهاب اللثة الذي تظهر أعراضه على شكل احمرار وتورم ونزيف. وإذا تم تجاهل هذه الحالة البسيطة فإنها قد تتطور إلى التهاب دواعم السن وهي عدوى أكثر خطورة تدمر العظام الداعمة للأسنان وقد تؤدي إلى فقدانها. يساعد التنظيف الدقيق على إزالة طبقة البلاك والبكتيريا المتراكمة على طول خط اللثة مما يمنع حدوث الالتهاب ويحافظ على صحتها على المدى الطويل.
يعاني الكثيرون من رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ والسبب الرئيسي وراء ذلك هو نشاط البكتيريا طوال الليل حيث تتغذى على جزيئات الطعام المتبقية وتطلق مركبات ذات رائحة منفرة. إن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يزيل هذه البقايا ويقلل من نمو البكتيريا بشكل كبير مما يضمن الاستيقاظ بنفس منعش وصحي في الصباح.
لا تقتصر أهمية التنظيف الليلي على الأسنان الطبيعية فقط بل تمتد لتشمل الترميمات السنية مثل الحشوات والتيجان والغرسات وأجهزة تقويم الأسنان. هذه التركيبات ليست محصنة ضد تراكم البلاك الذي قد يضعف المناطق المحيطة بها ويسبب تلفها أو يقلل من عمرها الافتراضي. لذا فإن التنظيف الجيد قبل النوم يحافظ على هذه الاستثمارات في صحة الفم ويجنب الشخص تكاليف إضافية وعدم راحة.
يساهم استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد ليلا في تقوية مينا الأسنان بشكل فعال. يعمل الفلورايد على إصلاح التلف البسيط في طبقة المينا ويجعلها أكثر مقاومة للهجمات الحمضية. وبما أن كمية اللعاب تكون أقل أثناء النوم فإن طبقة الفلورايد الواقية تبقى على الأسنان لفترة أطول مما يمنحها فرصة أفضل للتعافي واستعادة قوتها.
إن الحفاظ على ابتسامة مشرقة وناصعة يتطلب إزالة البقع التي تسببها العادات اليومية مثل شرب القهوة والشاي وتناول الأطعمة ذات الألوان الداكنة. يمنع تنظيف الأسنان قبل النوم هذه الصبغات من البقاء على سطح المينا طوال الليل مما يقلل من تغير لون الأسنان مع مرور الوقت كما أن إزالة البلاك بانتظام يمنع ظهور الأسنان بمظهر باهت.