
أكدت مصادر طبية ألمانية متخصصة في صحة القلب والأوعية الدموية أهمية إجراء مجموعة من الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أمراض القلب التي قد تتطور بصمت دون أعراض واضحة. وشددت توصيات صادرة عن مؤسسة القلب الألمانية بالتعاون مع الجمعية الألمانية لأمراض القلب على ضرورة البدء بهذه الإجراءات الوقائية عند بلوغ سن الخامسة والثلاثين.
ولفهم المخاطر المحتملة يجب قياس مستويات الكوليسترول في الدم حيث يمثل ارتفاع مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة LDL عامل الخطر الرئيسي للإصابة بتصلب الشرايين وما يترتب عليه من نوبات قلبية. وينصح الخبراء أيضا بإجراء فحص لمستوى دهون Lp(a) مرة واحدة على الأقل مدى الحياة لتقييم المخاطر بشكل أدق.
ومن التدابير الوقائية الأساسية تأتي مراقبة الوزن نظرا لأن تراكم الأنسجة الدهنية في منطقة البطن أو حول القلب قد يؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم. ولتقييم الخطر المرتبط بالوزن ينبغي قياس محيط الخصر أو حساب مؤشر كتلة الجسم BMI واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي زيادة عبر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والمواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
كما يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر عوامل الخطر شيوعا والقابلة للتعديل والتي ترتبط بأمراض مثل الرجفان الأذيني وقصور القلب لكنه غالبا ما يتطور لفترة طويلة دون أن يلاحظه المريض. لذلك فإن فحص ضغط الدم بانتظام وضبطه عند مستويات صحية يعد أمرا ضروريا للحفاظ على سلامة القلب.
ويشكل التدخين خطرا مباشرا على صحة القلب والأوعية الدموية فبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فإن التدخين مسؤول عن حالة وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية عالميا ولهذا السبب فإن الإقلاع الفوري عن التدخين يمثل خطوة حاسمة للوقاية.
يجب الانتباه أيضا إلى فحص مستوى السكر في الدم على المدى الطويل إذ إن ارتفاع مستوى الهيموجلوبين السكري HbA1c قد يكون مؤشرا على الإصابة بمرض السكري أو مرحلة ما قبل السكري وهو ما يعتبر علامة تحذيرية لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتساعد القياسات المنتظمة في اتخاذ الإجراءات التصحيحية في وقت مبكر.
ويمكن لتخطيط كهربية القلب أن يكشف عن اضطرابات نظم القلب الخطيرة مثل الرجفان الأذيني وتشير الدراسات إلى أن اكتشاف هذه الحالة وعلاجها مبكرا يسهم في خفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة قد تصل إلى سبعين بالمئة.
وترتبط صحة الكلى ارتباطا وثيقا بصحة القلب فغالبا ما تترافق أمراض الكلى مع مشاكل قلبية. ويمكن لفحوصات الدم والبول المخبرية أن توفر مؤشرات مبكرة عن أي خلل في وظائف الكلى مما يتيح البدء في العلاج الموجه لحماية كلا العضوين.