
يحتل الجزر مكانة بارزة بين الخضروات الجذرية بفضل شعبيته الواسعة وقيمته الغذائية العالية التي تجعله مكونا أساسيا في العديد من الأطباق حول العالم من الطهي إلى صناعة العصائر والحلويات. ويؤكد خبراء التغذية أن هذا النوع من الخضروات ليس مجرد إضافة ملونة للطعام بل هو مصدر غني بالفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الضرورية لصحة الجسم.
يلعب الجزر دورا حيويا في دعم صحة العين وتقوية النظر فهو يشتهر بمحتواه العالي من فيتامين أ ومركب البيتا كاروتين وهما عنصران أساسيان للحفاظ على سلامة العينين. يساهم تناول الجزر بانتظام في الوقاية من مشكلات الرؤية مثل العشى الليلي كما يعزز وضوح الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة ويقدم حماية ضد خطر التنكس البقعي الذي يرتبط عادة بالتقدم في العمر.
يساعد المحتوى الغني من مضادات الأكسدة وفيتامين سي في الجزر على تعزيز كفاءة الجهاز المناعي وزيادة قدرة الجسم على مواجهة العدوى والأمراض. تعمل المركبات النباتية الفريدة فيه مثل الكاروتينات على مكافحة الجزيئات الضارة المعروفة بالجذور الحرة مما يقلل من مستويات الالتهاب في الجسم ويقي الخلايا من التلف.
تمتد فوائد الجزر لتشمل صحة الجلد والبشرة حيث تساهم مضادات الأكسدة في حماية خلايا الجلد من الأضرار التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية. يدعم فيتامين أ الموجود بوفرة عملية تجديد خلايا البشرة ويحافظ على نضارتها ونعومتها كما أن استهلاك عصير الجزر بشكل منتظم يمنح البشرة إشراقة طبيعية ومظهرا صحيا.
تعتبر صحة القلب والأوعية الدموية من الجوانب التي يدعمها الجزر بقوة إذ يحتوي على ألياف قابلة للذوبان تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار بالدم. وفي الوقت نفسه تعمل مضادات الأكسدة مثل البوليفينولات على تقليل احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين وتحسين حركة الدورة الدموية بشكل عام.
يعزز الجزر أيضا صحة الجهاز الهضمي بفضل محتواه من الألياف الغذائية التي تنشط حركة الأمعاء وتمنع حدوث الإمساك. هذه الألياف تدعم نمو البكتيريا النافعة في القناة الهضمية مما يحسن من عملية هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بفعالية أكبر.
للجزر تأثير إيجابي على صحة الفم والأسنان فمضغ الجزر النيء يحفز الغدد اللعابية على إفراز اللعاب الذي يقلل بدوره من نمو البكتيريا الضارة بالفم. كما أنه يزود الجسم بمعادن هامة مثل الكالسيوم والفوسفور التي تدعم قوة بنية الأسنان وتساعد في الوقاية من التسوس.
يساهم الجزر في تنظيم مستويات السكر في الدم لأن الألياف الموجودة فيه تعمل على إبطاء عملية امتصاص السكر. وباعتباره من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية فإنه يعد خيارا ملائما لمرضى السكري عند تناوله باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن.
تشير الدراسات إلى أن مركب البيتا كاروتين ومضادات الأكسدة الأخرى في الجزر قد تلعب دورا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام الخبيثة مثل سرطان الرئة والقولون حيث تحمي هذه المركبات الخلايا من التحولات والطفرات الضارة.
يعتبر الجزر مصدرا جيدا لفيتامين ك والكالسيوم والفوسفور وهي عناصر ضرورية لتقوية العظام والحفاظ على كثافتها مما يجعله مهما بشكل خاص مع التقدم في السن للحماية من هشاشة العظام. بالإضافة إلى ذلك فإن محتواه من مضادات الأكسدة يساعد الكبد على أداء وظائفه في التخلص من السموم ويحمي خلاياه من الإجهاد التأكسدي.
يعد الجزر خيارا مثاليا ضمن برامج إدارة الوزن لأنه منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف التي تمنح شعورا بالامتلاء والشبع لفترات طويلة مما يجعله وجبة خفيفة صحية بديلة للأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. وللحصول على أقصى فائدة غذائية منه يفضل تناوله طازجا أو كعصير طبيعي أو مطهوا بالبخار للحفاظ على عناصره الغذائية القيمة.