أصبح مرض السكري أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات المعاصرة حيث يتزايد انتشاره بشكل ملحوظ بين فئات عمرية مختلفة وخاصة الشباب مما يثير قلقاً واسعاً حول ضرورة رفع الوعي بعلاماته المبكرة التي قد يغفل عنها الكثيرون قبل تفاقم الحالة الصحية.
توجد مجموعة من المؤشرات الجسدية التي قد تنذر بوجود خلل في مستويات السكر بالدم وتستدعي الانتباه الفوري فمن أبرز هذه العلامات الشعور المستمر بالعطش وجفاف الفم حتى مع استهلاك كميات كبيرة من السوائل ويصاحب ذلك عادة زيادة ملحوظة في عدد مرات التبول خاصة خلال فترة الليل. كما يعد الشعور بالجوع الشديد والمفرط حتى بعد الانتهاء من تناول وجبة طعام دلالة مهمة بالإضافة إلى الإحساس العام بالإرهاق والتعب وفقدان الطاقة بشكل مستمر دون وجود مبرر واضح لهذا الخمول.
من جهة أخرى يمكن أن يؤثر ارتفاع السكر على حاسة البصر مسبباً ضبابية في الرؤية وصعوبة في تركيز النظر وقد يلاحظ الشخص أيضاً بطئاً غير معتاد في التئام الجروح والخدوش البسيطة التي تستغرق وقتاً طويلاً للشفاء. ولا تقتصر الأعراض على ذلك بل تمتد لتشمل الإحساس بالوخز أو الخدر في الأطراف مثل اليدين والقدمين وهو ما يعرف بالاعتلال العصبي السكري إلى جانب تكرار الإصابة بالعدوى الجلدية أو التهابات اللثة والمسالك البولية.
على الرغم من أن هذه العلامات قد تكون مؤشراً قوياً على الإصابة بالسكري إلا أن التشخيص الدقيق والحاسم لا يمكن تأكيده إلا من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة. وتختلف طبيعة ظهور الأعراض بين نوعي السكري فالنوع الأول قد تظهر علاماته بشكل مفاجئ وحاد وقد يصاحبها غثيان وقيء ورائحة نفس تشبه الفاكهة بينما يميل النوع الثاني إلى التطور ببطء وتدريجياً على مدى فترة زمنية طويلة.
تتأثر مستويات السكر في الدم بعوامل متعددة منها الحالة النفسية إذ إن التوتر والغضب المزمن يمكن أن يؤديا إلى ارتفاع مؤقت في سكر الدم نتيجة إفراز هرمونات التوتر وهو ما يطلق عليه البعض مجازاً سكر الزعل ويسبب أعراضاً مشابهة كالتعب وصعوبة التركيز وتقلبات المزاج. وقد يحدث ارتفاع مفاجئ للسكر نتيجة أسباب أخرى مثل إهمال جرعات الدواء أو تناول أطعمة غير مناسبة أو قلة النشاط البدني أو التعرض لعدوى وينتج عن ذلك صداع وزيادة العطش وتشوش في الرؤية.
هناك علامات أخرى قد تدل على الإصابة بالسكري مثل فقدان الوزن بشكل غير مبرر ودون اتباع حمية غذائية أو تغيير في نمط الحياة. وقد تظهر أيضاً بقع داكنة على الجلد في مناطق معينة من الجسم مثل الرقبة أو تحت الإبطين وهي حالة جلدية ترتبط أحياناً بمقاومة الأنسولين. وعند مواجهة أي ارتفاع حاد ومفاجئ في مستويات السكر ينصح الخبراء بضرورة شرب كميات وافرة من الماء وممارسة نشاط بدني خفيف مع أهمية استشارة الطبيب لتعديل خطة العلاج وتجنب الأطعمة التي تزيد من تفاقم المشكلة.
