التوت الأزرق كنز غذائي مذهل يقلل خطر الإصابة بأمراض لم تكن تتوقعها

التوت الأزرق كنز غذائي مذهل يقلل خطر الإصابة بأمراض لم تكن تتوقعها
التوت الأزرق كنز غذائي مذهل يقلل خطر الإصابة بأمراض لم تكن تتوقعها

كشفت دراسة علمية حديثة أن إضافة كوب واحد من التوت الأزرق يوميا إلى النظام الغذائي يمكن أن يحدث تحسنا ملموسا في صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي وهي حالة صحية منتشرة. وأكدت النتائج المنشورة في إحدى الدوريات الطبية المتخصصة أن هذا التغيير البسيط له تأثير إيجابي على وظائف الأوعية الدموية ويقلل من تصلب الشرايين.

تعتبر متلازمة التمثيل الغذائي تحديا صحيا متزايدا حول العالم وتتميز بمجموعة من العوامل مثل السمنة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم ومستويات غير طبيعية للدهون الثلاثية. ويزيد هذا الوضع الصحي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تشمل بدورها اضطرابات متنوعة كأمراض القلب التاجية والخلقية وتجلط الأوردة والتي تعد سببا رئيسيا للوفيات عالميا خصوصا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

يصنف التوت الأزرق ضمن الأغذية الفائقة رغم صغر حجمه فهو غني بالمركبات الغذائية الداعمة للصحة. ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى محتواه العالي من الأنثوسيانين وهو مضاد أكسدة قوي يحمي الجسم من الإجهاد التأكسدي والالتهابات التي ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة كما أن مؤشره الجلايسيمي المنخفض يجعله خيارا آمنا لمستويات سكر الدم.

استندت هذه الاستنتاجات إلى تجربة سريرية محكمة استمرت لمدة ستة أشهر وشملت 138 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما تم تشخيصهم جميعا بمتلازمة التمثيل الغذائي. وقسم الباحثون المشاركين بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات مختلفة تلقت الأولى كوبا كاملا من التوت الأزرق الطازج يوميا يعادل 150 جراما بينما تلقت الثانية نصف كوب فقط أي 75 جراما في حين تناولت المجموعة الثالثة مسحوقا وهميا يحاكي التوت في اللون والطعم.

أظهرت نتائج البحث أن المشاركين في المجموعة التي استهلكت كوبا كاملا من التوت الأزرق يوميا حققوا تحسنا كبيرا في وظيفة بطانة الأوعية الدموية وهو مؤشر حيوي لصحة القلب. ولوحظ لديهم أيضا انخفاض في مستويات تصلب الشرايين الذي يعد عاملا مساهما في ارتفاع ضغط الدم. وفي المقابل لم تسجل المجموعة التي تناولت نصف كوب فقط أي تحسن يذكر في المؤشرات الصحية التي تم قياسها.

تقدم هذه الدراسة دليلا علميا قويا على أن الاستهلاك اليومي المنتظم للتوت الأزرق بالكمية الصحيحة يمكن أن يعزز صحة الأوعية الدموية ويرفع مستويات الكوليسترول الجيد. ويشير الباحثون إلى أن الفوائد الملحوظة على القلب والأوعية الدموية قد تترجم إلى انخفاض محتمل في خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 12 و15 بالمئة مما يؤكد أن الجرعة المتناولة تلعب دورا حاسما في تحقيق هذه الفوائد الصحية.