
سلط الدكتور كاران راجان الجراح في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الضوء على الفوائد الصحية المدهشة لتناول الطعام باليدين وهي عادة تتجاوز كونها مجرد تقليد ثقافي لتصبح ممارسة تدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزز الوعي بعملية الأكل وتقوي المناعة المعوية.
أوضح الدكتور راجان أن استخدام اليدين لتناول الطعام يؤدي إلى إبطاء وتيرة الأكل بشكل طبيعي مما يمنح الشخص فرصة أكبر للتفاعل مع وجبته ومضغ الطعام بصورة أفضل. هذه العملية الواعية في تناول الطعام لا تساعد فقط على تحسين الهضم بل تعزز أيضا إفراز الإنزيمات الهضمية اللازمة لتكسير الطعام بكفاءة وهو ما لا يحدث بنفس القدر عند استخدام أدوات المائدة التي قد تسرع من عملية الأكل.
ومن منظور مناعي كشف راجان أن تناول الطعام بأيد نظيفة قد يعرض الجسم لمجموعة من الميكروبات غير الضارة الموجودة طبيعيا على الطعام والأصابع وحتى في البيئة المحيطة. ووصف هذه العملية بأنها بمثابة تدريب بسيط لجهاز المناعة الموجود في الأمعاء حيث يساعد هذا التعرض البسيط على تعليم الجهاز المناعي كيفية التمييز بين البكتيريا الصديقة والبكتيريا المسببة للأمراض مما يساهم في تقويته على المدى الطويل.
وأشار الجراح أيضا إلى ميزة عملية أخرى وهي أن أطراف الأصابع تعمل كمقياس حرارة طبيعي مدمج في الجسم. فعندما تلمس الطعام بيدك يمكنك تقدير درجة حرارته بدقة قبل وضعه في فمك مما يجنبك حرق اللسان أو سقف الحلق. وفسر ذلك بأن جلد الأصابع وهو نسيج طلائي حرشفي متقرن أكثر مقاومة للحرارة بكثير من البطانة الرقيقة والحساسة داخل الفم.
وبناء على هذه الوظيفة الفريدة أطلق الدكتور راجان على أطراف الأصابع وصف أذرع التحكم في الهضم الخاصة بالجسم لقدرتها على استشعار الطعام وتهيئته قبل دخوله إلى الفم. وشدد راجان على أن الاستفادة من كل هذه المزايا الصحية يعتمد على شرط أساسي وهو ضرورة غسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام لضمان النظافة وتجنب نقل أي جراثيم ضارة.