
حظي العلاج بالروائح العطرية بانتشار واسع وأصبح ممارسة شائعة في العديد من المنازل بفضل الترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث يعرض المؤثرون موزعات الروائح كقطعة أساسية للاسترخاء في غرف المعيشة والحمامات لكن وراء هذه الشعبية تبرز تساؤلات مهمة حول ما إذا كانت هذه القوة العلاجية المزعومة للعطور تخفي وراءها مخاطر غير معلنة.
يعد العلاج العطري في جوهره استخداما للروائح المستخلصة من النباتات لأغراض علاجية وتعرف هذه المستخلصات عالية التركيز بالزيوت العطرية وتستخرج من أجزاء مختلفة كالأزهار والأوراق والجذور والبذور ويتم استخدامه إما عبر الاستنشاق المباشر للروائح أو من خلال تطبيقها على الجلد بعد تخفيفها.
آلية عمل هذه التقنية العلاجية تعتمد على استنشاق جزيئات الرائحة الصغيرة التي تنتقل عبر الأنف لتصل إلى الجهاز الشمي المرتبط مباشرة بالجهاز الحوفي في الدماغ ونظرا لأن هذا الجزء من الدماغ هو المسؤول عن تنظيم العواطف والذاكرة والهرمونات فإن الروائح العطرية تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية ومستويات القلق واليقظة.
رغم أن نشر الزيوت العطرية في الهواء قد يمنح شعورا بالهدوء والسكينة إلا أن استنشاقها ليس آمنا دائما فقد يتسبب في آثار سلبية مثل الصداع والدوار والغثيان كما أن له تأثيرا مباشرا على الرئتين ومن ثم الدماغ وينصح الخبراء بضرورة استخدام هذه الروائح تحت إشراف طبي خصوصا في وجود أطفال لأنهم أكثر حساسية للمواد الكيميائية المحمولة جوا وقد تختلف استجابة كل شخص للروائح فالرائحة التي تكون مريحة لشخص قد تسبب تهيجا لشخص آخر لذا يجب على من يعانون من أمراض تنفسية توخي أقصى درجات الحذر.
لا تقتصر المخاطر المحتملة على الجهاز التنفسي فقط فالزيوت العطرية بطبيعتها شديدة التركيز واستخدامها مباشرة على الجلد قد يؤدي إلى مشاكل جلدية عديدة تشمل الطفح الجلدي والاحمرار والتهيج والحكة وفي الحالات الأكثر شدة قد تتطور ردود الفعل لتصل إلى حروق كيميائية ولهذا السبب ينصح الأشخاص ذوو البشرة الحساسة أو الذين يعانون من أمراض جلدية قائمة باستشارة الطبيب قبل اللجوء إلى العلاج العطري الموضعي.
على الرغم من هذه المحاذير فإن للزيوت العطرية فوائد مثبتة حيث أظهرت فعاليتها في تخفيف التوتر والمساعدة على الاسترخاء وتحسين جودة النوم بالإضافة إلى دورها في دعم صحة الجهاز التنفسي وتتضمن قائمة الزيوت الشائعة المستخدمة في هذا المجال أنواعا مثل الخزامى والبابونج وخشب الصندل والحمضيات وإكليل الجبل والتي يعرف كل منها بخصائصه العلاجية المميزة.