
يتجاوز فنجان القهوة كونه مجرد مشروب صباحي فهو يمثل طقساً عالمياً ومصدراً للطاقة والراحة اليومية لكن النقاش يتزايد حول تأثير درجة حرارته على خصائصه الصحية حيث إن الاختلاف بين القهوة الساخنة والباردة لا يقتصر على المذاق بل يمتد إلى التركيب الكيميائي وتأثيره على الجهاز الهضمي.
تعتبر القهوة المحضرة بالحرارة الخيار التقليدي والأكثر انتشاراً وتشتهر بنكهتها الجريئة ورائحتها العطرية النفاذة التي يفضلها الكثيرون عند الاستيقاظ وتكمن إحدى أبرز مزاياها في احتوائها على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة إذ يساعد الماء الساخن على استخلاص هذه المركبات المفيدة بفعالية أكبر مما يساهم في دعم صحة القلب والوظائف الدماغية كما يوفر المشروب الساخن شعوراً بالدفء والراحة ويساعد على تحفيز عملية الهضم ولكن على الجانب الآخر فإن هذه الطريقة تزيد من حموضة القهوة مما قد يسبب إزعاجاً أو حرقة لدى الأفراد الذين يملكون معدة حساسة.
في المقابل ظهرت القهوة الباردة كبديل عصري يكتسب شعبية متزايدة وتعتمد طريقة تحضيرها على نقع البن المطحون في ماء بارد أو بدرجة حرارة الغرفة لفترة طويلة تمتد من 12 إلى 24 ساعة وهذه العملية البطيئة تمنحها طعماً أكثر نعومة وحلاوة طبيعية مع حموضة أقل بكثير مقارنة بالقهوة الساخنة وهذا يجعلها خياراً مثالياً لمن يعانون من حساسية المعدة أو ارتجاع المريء.
قد تحتوي القهوة الباردة على تركيز أعلى من الكافيين بسبب مدة النقع الطويلة مما يوفر دفعة قوية ومستمرة من الطاقة دون الشعور بالتوتر الذي قد يصاحب المشروبات الأخرى ومع ذلك فإنها تحتوي على كمية أقل من مضادات الأكسدة لأن الحرارة تلعب دوراً أساسياً في استخلاصها وهي تمثل مشروباً منعشاً ومثالياً خلال الأيام الحارة أو كبديل لطيف على الجهاز الهضمي.
يعود القرار في النهاية إلى التفضيل الشخصي والاحتياجات الصحية لكل فرد فالشخص الذي يبحث عن نكهة قوية وفوائد مضادات الأكسدة الكاملة وتجربة دافئة ومريحة قد يجد في القهوة الساخنة خياره الأفضل أما من يفضل مذاقاً سلساً ومشروباً منخفض الحموضة يسهل هضمه خاصة في الطقس الحار فإن القهوة الباردة هي الخيار الأنسب له ويمكن التبديل بين النوعين حسب الحالة المزاجية والوقت من اليوم فلكل منهما طابعه الخاص وتجربته الفريدة.