
يمثل تساقط الشعر أحد أكثر الهواجس شيوعا لدى النساء والرجال حيث يتحول تدريجيا من مشكلة بسيطة إلى مصدر قلق حقيقي يؤثر سلبا على الثقة بالنفس والمظهر العام. ورغم أن العوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية تلعب دورا في هذه المشكلة إلا أن العادات اليومية ونمط الحياة يمثلان حجر الزاوية في تحديد صحة الشعر وقوته.
إن صحة الشعر تبدأ من الداخل وتعتمد بشكل أساسي على نظام غذائي متكامل يوفر للبصيلات كل ما تحتاجه للنمو السليم. لذلك يجب الحرص على تناول كميات كافية من البروتينات الموجودة في البيض والسمك والدجاج والحديد من مصادر مثل السبانخ والعدس والكبدة بالإضافة إلى الزنك الذي يتوفر في المكسرات والبذور. كما أن الفيتامينات وخصوصا فيتامين A وفيتامينات B المركبة وفيتامين E ضرورية لدعم نمو الشعر ومنع ضعفه وتقصفه.
تؤثر العادات الخارجية بشكل مباشر على حالة الشعر فاستخدام أدوات التصفيف الحرارية مثل المكواة ومجفف الشعر بشكل مستمر يسبب إجهادا كبيرا للخصلات ويؤدي إلى جفافها وتلفها. يوصى بتقليل استخدام هذه الأدوات قدر الإمكان وقصرها على المناسبات الضرورية مع الحرص على تطبيق واق حراري قبل التصفيف أو ترك الشعر يجف طبيعيا. وبالمثل فإن العلاجات الكيميائية القاسية كالصبغات المتكررة ومواد الفرد تضعف جذور الشعر وتزيد من تساقطه ويفضل اختيار منتجات طبيعية أو صبغات خالية من الأمونيا عند الرغبة في تغيير لون الشعر.
من جهة أخرى فإن العناية اليومية بالشعر تتطلب أساليب لطيفة للحفاظ على حيويته. فعلى سبيل المثال يجب تجنب شد الشعر بقوة عبر تسريحات مثل ذيل الحصان أو الضفائر الضيقة جدا لأنها تسبب ضغطا مستمرا على البصيلات قد يؤدي إلى حالة تعرف باسم الثعلبة الشدية. ومن الممارسات المفيدة تدليك فروة الرأس بلطف باستخدام زيوت طبيعية مثل زيت الزيتون أو جوز الهند أو الخروع لتحفيز الدورة الدموية وتغذية الجذور.
تتجاوز العناية بالشعر مجرد ما نضعه عليه لتشمل صحة الجسم العامة. يعتبر الإجهاد والضغط النفسي من أبرز المسببات الخفية لتساقط الشعر لأنهما يعطلان دورة نموه الطبيعية لذا فإن ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس أو الرياضة الخفيفة تساعد على التخفيف من آثاره السلبية. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات يوميا ضروري لتوازن الهرمونات وتجديد الخلايا بما في ذلك خلايا بصيلات الشعر.
لا يمكن إغفال أهمية الترطيب الداخلي للجسم فشرب كميات وفيرة من الماء لا تقل عن ثمانية أكواب يوميا يضمن الحفاظ على رطوبة الشعر من الجذور حتى الأطراف ويحميه من الجفاف والتكسر. أما طريقة غسل الشعر فلها تأثيرها أيضا إذ ينصح بغسله مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا فقط باستخدام شامبو لطيف ومناسب لنوعه مع تجنب الماء شديد السخونة الذي يضعف البصيلات ويجرد فروة الرأس من زيوتها الطبيعية.
في حال استمرار تساقط الشعر بغزارة على الرغم من اتباع كل هذه النصائح يصبح من الضروري استشارة طبيب متخصص. قد يكون التساقط الشديد مؤشرا على وجود مشكلة صحية كامنة مثل نقص حاد في عناصر غذائية معينة أو خلل في وظائف الغدة الدرقية أو اضطرابات هرمونية تتطلب تشخيصا دقيقا وعلاجا طبيا متخصصا.