المرمرية ليست مجرد عشبة بل صيدلية طبيعية للمناعة وجمال البشرة والشعر

المرمرية ليست مجرد عشبة بل صيدلية طبيعية للمناعة وجمال البشرة والشعر
المرمرية ليست مجرد عشبة بل صيدلية طبيعية للمناعة وجمال البشرة والشعر

تُعرف المرمريّة بكونها عشبة عطرية ذات تاريخ طويل في الطب الشعبي حيث استُخدمت منذ قرون لتعزيز الصحة وعلاج العديد من الأمراض. هذه النبتة التي تنتمي لعائلة النعناع وتتميز بأوراقها ذات اللون الأخضر الرمادي ورائحتها القوية لا يقتصر دورها على إضافة نكهة مميزة للأطعمة والمشروبات بل تمتد قيمتها لتشمل استخدامات علاجية واسعة أيدتها الأبحاث الحديثة.

تستمد المرمريّة فعاليتها من تركيبتها الغذائية الفريدة فهي غنية بمجموعة من المركبات النشطة. تحتوي على زيوت عطرية مثل الثوجون والسينول اللذين يمنحانها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات كما أنها مصدر لمضادات الأكسدة القوية كالفلافونويدات وحمض الروزمارينيك التي تحمي خلايا الجسم من التلف. بالإضافة إلى ذلك تزخر النبتة بفيتامين K الضروري لصحة العظام وتجلط الدم ومعادن هامة مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك.

من أبرز التأثيرات الصحية للمرمريّة دورها في دعم صحة الدماغ والوظائف الإدراكية. تشير الدراسات إلى قدرتها على تحسين الذاكرة والأداء العقلي لاحتوائها على مركبات تزيد من تركيز الناقل العصبي الأسيتيل كولين. وهناك أبحاث تبحث في إمكانية مساهمتها في تخفيف أعراض مرض ألزهايمر وإبطاء تدهوره. كما أن رائحتها العطرية تعمل كمهدئ طبيعي للأعصاب ويستخدم زيتها في العلاج بالروائح لتقليل التوتر والقلق وتحسين جودة النوم.

تكتسب المرمريّة شهرة خاصة في مجال صحة المرأة حيث تساعد على موازنة الهرمونات الأنثوية. تساهم مركباتها الشبيهة بالإستروجين في تخفيف الأعراض المصاحبة لسن اليأس مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي. كما أنها تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف آلامها والحد من التقلبات المزاجية. ولأنها غنية بالكالسيوم وفيتامين K فإنها تدعم أيضًا كثافة العظام وتقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

تمتلك المرمريّة خصائص تعزز مناعة الجسم بشكل عام فمضادات الأكسدة فيها تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وتجعلها مركباتها المضادة للبكتيريا والفيروسات مشروبًا فعالًا خلال نزلات البرد والإنفلونزا لتخفيف احتقان الحلق. وأظهرت أبحاث أخرى أن المرمريّة قد تساهم في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني من خلال تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم امتصاص الغلوكوز.

يعتبر شاي المرمريّة علاجًا تقليديًا لمشاكل الجهاز الهضمي فهو يساعد على تقليل الغازات والانتفاخ ويهدئ تقلصات المعدة والقولون ويحفز إفراز العصارات الهاضمة مما يسهل الهضم بعد الوجبات الثقيلة. وتمتد فوائدها إلى صحة الفم والأسنان حيث تستخدم في صناعة معاجين الأسنان والغسولات الطبية لقدرتها على محاربة البكتيريا المسببة للتسوس وتقليل التهاب اللثة والقضاء على رائحة الفم غير المرغوب فيها.

لا تقتصر فوائد المرمريّة على الصحة الداخلية بل تشمل أيضًا العناية بالبشرة والشعر. فخصائصها المضادة للالتهابات والبكتيريا تجعلها مفيدة في علاج حب الشباب والتهابات الجلد المختلفة. أما زيتها المستخلص فيستخدم لتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس مما يساعد على تقوية بصيلات الشعر وتقليل التساقط وتعزيز نموه.

يمكن الاستفادة من المرمريّة بطرق متعددة مثل تحضير شاي من أوراقها المجففة أو إضافتها كتوابل للحوم والدواجن أو استخدام زيتها العطري للتدليك والعلاج بالروائح. لكن يجب توخي الحذر من استهلاكها بكميات كبيرة لاحتوائها على مركب الثوجون الذي قد يسبب أعراضًا جانبية. وينصح الأطباء الحوامل والمرضعات ومرضى السكري والضغط بمراقبة حالتهم واستشارة المختصين قبل جعلها جزءًا منتظمًا من نظامهم الغذائي.