
تعتبر الذبحة الصدرية إنذارا مهما يرسله الجسم للإشارة إلى وجود مشكلة كامنة في القلب حيث تحدث هذه الحالة نتيجة عدم وصول كمية كافية من الدم المحمل بالأكسجين لعضلة القلب وغالبا ما يكون ذلك مؤشرا تحذيريا لوجود مشكلات في الشرايين التاجية لذا فإنها ليست مرضا مستقلا بل عرضا يتطلب اهتماما طبيا فوريا.
يتجلى العرض الرئيسي للذبحة الصدرية في صورة ألم أو انزعاج شديد في الصدر يصفه الكثيرون بأنه إحساس بالضغط أو الضيق أو الحرقان في منتصف منطقة الصدر وقد لا يقتصر هذا الشعور على الصدر فقط بل يمتد في كثير من الأحيان ليشمل أجزاء أخرى من الجسم مثل الذراع اليسرى أو الكتف أو الرقبة والفك وحتى الظهر.
تتجاوز أعراض الذبحة الصدرية مجرد الألم فهناك علامات أخرى مصاحبة قد تظهر وتدل عليها مثل الشعور المفاجئ بضيق في التنفس خاصة عند القيام بأنشطة بسيطة كالمشي بالإضافة إلى التعرق البارد غير المبرر الذي قد يحدث دون سبب واضح كما يمكن أن يشعر الشخص بالغثيان أو الدوار وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى حد الإغماء.
يجب التمييز بين أنواع الذبحة المختلفة لتحديد مدى خطورة الموقف فالذبحة الصدرية المستقرة هي النوع الأكثر شيوعا وتحدث عادة مع المجهود البدني أو التوتر وتختفي مع الحصول على قسط من الراحة أو تناول الأدوية الموصوفة لكن الخطر الحقيقي يكمن في الذبحة الصدرية غير المستقرة التي قد تظهر بشكل مفاجئ حتى أثناء الراحة ولا تستجيب بسهولة للعلاج وتعتبر حالة طبية طارئة قد تنذر بقرب حدوث نوبة قلبية وهناك نوع نادر يعرف بذبحة برنزميتال تحدث بسبب تشنج في الشريان التاجي.
عند الشعور بأي من هذه الأعراض يجب التصرف فورا بالجلوس والاسترخاء وفي حال كان الشخص يتناول دواء مخصصا للذبحة فعليه أخذه وفقا لإرشادات الطبيب ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من خمس إلى عشر دقائق دون تحسن فمن الضروري الاتصال بخدمات الطوارئ الطبية على الفور ومن المهم عدم تجاهل هذه العلامات التحذيرية حتى لو تلاشت خاصة إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الشخص مثل هذه التجربة.