يشكل ارتفاع الكولسترول في الدم تهديدا صامتا لصحة القلب والأوعية الدموية حيث يتطور دون أعراض واضحة في مراحله الأولى. ويدفع هذا الأمر الكثير من الناس إلى البحث عن حلول طبيعية وسريعة مثل الوصفات المنزلية والأعشاب كبديل للأدوية التقليدية مما يطرح تساؤلات حول فعاليتها ومأمونيتها.
ومن بين أشهر هذه الخلطات الشعبية يبرز مزيج مكون من الثوم والليمون والعسل. وتعتمد طريقة تحضيرها على فرم فصين أو ثلاثة من الثوم الطازج ثم إضافة عصير نصف ليمونة وملعقة صغيرة من العسل الطبيعي. ويوصى عادة بتناول هذا الخليط إما في الصباح على معدة خالية أو قبل الخلود إلى النوم مع كوب من الماء الدافئ.
ويعتقد أن هذه الوصفة قد تساهم في دعم صحة الشرايين وتنشيط الدورة الدموية وتقوية جهاز المناعة بشكل عام. ويعود الفضل في قدرة الثوم المحتملة على مكافحة الكولسترول إلى احتوائه على مركبات كبريتية نشطة تلعب دورا في الحد من إنتاج الكبد للكولسترول. بينما يضيف الليمون قيمة غذائية بفضل غناه بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تحمي الشرايين أما العسل فيعرف بخصائصه المضادة للالتهابات ويحسن من طعم المزيج.
ورغم الفوائد المحتملة لهذه المكونات الطبيعية فإن الأوساط الطبية تحذر بشدة من الاعتماد عليها كعلاج وحيد خاصة في الحالات المتقدمة. ويؤكد الخبراء أن هذه الوصفات لا يمكن أن تحل محل الأدوية التي يصفها الطبيب للتحكم في مستويات الكولسترول المرتفعة.
كما توجد محاذير مهمة يجب الانتباه إليها عند استخدام خلطة الثوم والليمون. فالإفراط في استهلاك الثوم قد يتسبب في حدوث اضطرابات هضمية وتهيج في بطانة المعدة. والأخطر من ذلك أن الثوم يمتلك خصائص تزيد من سيولة الدم وهو ما يشكل خطرا حقيقيا عند تناوله بالتزامن مع الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين.
ويجب على فئات معينة تجنب هذه الوصفة تماما أو استخدامها فقط بعد الحصول على موافقة طبية صريحة وتشمل هذه الفئات مرضى قرحة المعدة والنساء الحوامل والمرضعات.
ويجمع الأطباء على أن الحل الأمثل لإدارة الكولسترول يكمن في نهج شامل ومتكامل. فالوصفات المنزلية قد تكون عاملا مساعدا ضمن خطة علاجية ولكنها ليست العلاج الأساسي. وتتضمن الاستراتيجية الفعالة اتباع نظام غذائي صحي يركز على تقليل الدهون المشبعة والإكثار من الألياف الموجودة في الشوفان والبقوليات والخضروات المختلفة مع ضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام والتوقف الفوري عن التدخين والالتزام الدقيق بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص.
