
يُعد التهاب القولون التقرحي حالة مرضية مزمنة يتركز تأثيرها بشكل أساسي على الأمعاء الغليظة إلا أن تبعاتها لا تقتصر على الجهاز الهضمي فحسب بل قد تمتد لتظهر على شكل أعراض متنوعة في أجزاء أخرى من الجسم وهو ما يعرف بالمظاهر خارج المعوية.
يعاني المصابون بهذا المرض من مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على جودة حياتهم اليومية وتشمل هذه الأعراض تقلصات حادة وآلاما في منطقة البطن بالإضافة إلى فقر الدم الذي ينتج غالبا عن فقدان الدم المصاحب للبراز كما يعد الإسهال المزمن والحمى وفقدان الوزن من العلامات الشائعة التي قد تنذر بوجود نشاط للمرض ويلاحظ بعض المرضى أيضا وجود مخاط في البراز مع شعور دائم بالضغط أو الامتلاء في منطقة الشرج وحاجة ملحة ومفاجئة لعملية التبرز.
حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ تماما لالتهاب القولون التقرحي لكن الهدف الأساسي من الخطط العلاجية المتاحة هو السيطرة على الأعراض وتحقيق فترات هدوء طويلة للمرض إذ يمر المصابون عادة بمراحل متناوبة بين نشاط الأعراض التي تسمى الانتكاسة وفترات سكون تخف فيها الأعراض بشكل كبير ويشكل الالتزام الدقيق بالخطة العلاجية التي يضعها الطبيب حجر الزاوية في إطالة فترات الهدوء وتقليل تكرار وشدة الانتكاسات.
تتطلب إدارة المرض بشكل فعال تبني مجموعة من الإجراءات العملية وتغييرات في نمط الحياة تبدأ من وضع خطة علاجية متكاملة بالتعاون مع الطبيب المختص والمتابعة الدورية معه لإجراء الفحوصات الروتينية والمتخصصة وتعديل العلاج حسب الحاجة وتلعب التغذية دورا محوريا حيث يُنصح المرضى بتدوين ملاحظات حول نظامهم الغذائي في سجل خاص لتحديد الأطعمة التي قد تثير الأعراض وتجنبها مع الحرص على شرب كميات وافرة من الماء والسوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
إلى جانب العلاج الطبي والتغذية السليمة فإن الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية لا يقل أهمية ويُنصح المرضى بإعطاء الأولوية للحصول على قسط كاف من الراحة والنوم الجيد وممارسة أنشطة بدنية منتظمة ذات تأثير خفيف مثل المشي أو اليوجا للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية والجسدية كما أن تقليل التوتر قدر الإمكان عبر تقنيات مثل التأمل أو الكتابة أو أي وسيلة أخرى لإدارة الضغوط النفسية يمكن أن يلعب دورا إيجابيا في التحكم بالمرض ويمكن الاستعانة بالدعم النفسي المتخصص عند الشعور بالحاجة لذلك.