شهدت أسواق الذهب موجة صعود قوية خلال تداولات اليوم الثلاثاء حيث سجلت الأوقية مستوى قياسيا جديدا على الصعيد العالمي وهو ما انعكس بدوره على الأسواق المحلية. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعا بتراجع قيمة الدولار الأمريكي قبيل الاجتماع الهام لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غدا الأربعاء وسط توقعات واسعة النطاق بخفض أسعار الفائدة.
ويعزى الطلب القوي على المعدن النفيس إلى تراجع عوائد السندات الأمريكية مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن وأصل بديل منخفض التكلفة للمستثمرين. وقد قامت الأسواق بتسعير خفض للفائدة بما لا يقل عن 25 نقطة أساس مع احتمالات قائمة لخفض أكبر في حال عبر الفيدرالي عن قلقه بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي. وتزايدت هذه الرهانات على ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام بعد أن أظهرت بيانات حديثة للاقتصاد الكلي الأمريكي ضعفا في سوق العمل.
وعلى الصعيد المحلي ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المصرية بنحو 25 جنيها خلال تعاملات اليوم حيث وصل سعر جرام الذهب من عيار 21 إلى مستوى 4970 جنيها. وفي التفاصيل سجل جرام الذهب عيار 24 سعر 5680 جنيها وبلغ سعر عيار 18 نحو 4260 جنيها بينما وصل جرام الذهب عيار 14 إلى 3314 جنيها واستقر سعر الجنيه الذهب عند 39760 جنيها. ويأتي ذلك استكمالا للارتفاع الذي شهده السوق أمس الإثنين والذي بلغت قيمته 45 جنيها لجرام عيار 21.
وتزامنت هذه التحركات مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور له لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إلى ضرورة إجراء خفض أكبر لأسعار الفائدة. وينتظر المستثمرون الآن التعليقات التي سيدلي بها باول في المؤتمر الصحفي عقب قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لتحديد اتجاه السياسة النقدية. وفي سياق متصل رفضت محكمة استئناف أمريكية يوم أمس محاولة من ترامب لإقالة ليسا كوك عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي في خطوة قضائية تعزز استقلالية البنك المركزي.
ويعكس المزاج الإيجابي السائد في السوق زيادة التدفقات إلى صناديق الذهب العالمية حيث أعلن أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم وهو إس بي دي آر جولد تراست أن حيازته من المعدن ارتفعت بنسبة 0.21% لتصل إلى 976.80 طنا. كما تواصل البنوك المركزية حول العالم تعزيز احتياطاتها من الذهب مما يؤكد أن الطلب المؤسسي لا يقتصر على المضاربة اليومية بل يمتد إلى إعادة تشكيل النظام النقدي العالمي.
ودفعت هذه العوامل مجتمعة مؤسسات مالية كبرى مثل يو بي إس وإيه إن زد إلى رفع توقعاتها للسعر المستهدف للذهب بنهاية العام إلى حدود 3800 دولار للأونصة. وتشير بعض التحليلات إلى احتمال اقتراب سعر الذهب من حاجز 4000 دولار بحلول عام 2026 خاصة إذا استمرت موجة التيسير النقدي وتفاقمت الاضطرابات الجيوسياسية حول العالم.