
دعا متخصصون في صحة القلب إلى تبني ممارسة جديدة لمراقبة ضغط الدم منزليا تتمثل في ضرورة قياسه في كلا الذراعين وعدم الاكتفاء بذراع واحدة كما هو شائع. وأوضحوا أن هذه الخطوة التي قد تبدو بسيطة تعد إجراء أساسيا لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية بشكل شامل ودقيق.
يكشف فحص كلا الذراعين عن دلائل مهمة قد تغيب عند الاعتماد على قراءة واحدة حيث يمكن أن يشير إلى وجود مشكلات صحية كامنة. فالاختلاف المستمر في القراءات بين الذراعين والذي يتجاوز 10 ملم زئبقي يعتبر مؤشرا لا ينبغي تجاهله إذ قد ينذر بمخاطر محتملة مثل انسداد الشرايين أو أمراض الشرايين الطرفية وهو ما يرفع من احتمالية التعرض لنوبات قلبية أو سكتات دماغية مستقبلا.
ولضمان الحصول على نتائج موثوقة في المنزل يوصى باتباع إرشادات محددة. ينبغي الاعتماد على جهاز قياس موثوق ومعتمد من الجهات الطبية لضمان دقة النتائج. وعند القياس يجب الجلوس في وضعية مستقيمة مع إسناد الظهر وتثبيت القدمين على الأرض ووضع الذراع على سطح مستو بحيث يكون في محاذاة القلب.
تتضمن الطريقة المثلى أخذ القراءة من الذراع الأولى ثم الانتظار لدقيقة أو دقيقتين قبل قياس الذراع الأخرى. ولزيادة الدقة يفضل تكرار القياس عدة مرات في كل ذراع ثم حساب متوسط القراءات. إن الاحتفاظ بسجل منتظم لهذه القياسات ومشاركته مع الطبيب المختص يزود الفريق الطبي بمعلومات قيمة تساعدهم على فهم الحالة الصحية بشكل أفضل.
إن قياس ضغط الدم في الذراعين يعزز من دقة التشخيص لحالات ارتفاع ضغط الدم ويوجه الأطباء لوضع خطط علاجية أكثر أمانا وفعالية. فهذه الممارسة تساهم بشكل مباشر في الكشف المبكر عن أمراض الأوعية الدموية وتعمل كأداة وقائية لتقليل مخاطر المضاعفات الخطيرة كما أنها ترفع مستوى الوعي لدى الأفراد بأهمية المراقبة المنزلية المستمرة لصحة القلب.
شدد الخبراء على أن ملاحظة أي فارق ثابت في القراءات بين الذراعين يصل إلى 10 ملم زئبقي أو أكثر يستدعي مراجعة أخصائي الرعاية الصحية دون تأخير لإجراء تقييم طبي شامل وتحديد الأسباب الكامنة والحصول على التوجيه الصحيح.