
كشفت أبحاث علمية حديثة عن إمكانية تحويل قشور الموز التي يتخلص منها معظم الناس إلى مكون غذائي استثنائي يمتلك قيمة عالية ويستخدم في تحسين جودة المخبوزات ومنحها فوائد صحية إضافية ونكهة فريدة مع إطالة مدة صلاحيتها للاستهلاك.
يمثل استخدام قشر الموز في الصناعات الغذائية خطوة مهمة نحو الحد من هدر الطعام حيث تشكل القشور حوالي أربعين بالمئة من إجمالي وزن ثمرة الموز وغالبا ما يتم التخلص منها دون أي استفادة من مكوناتها الغنية بالعناصر المفيدة.
وأكدت دراسة أجريت عام 2022 أن دقيق قشر الموز الذي يتم تحضيره بعد سلق القشور وتجفيفها ثم طحنها يمكن أن يدخل في صناعة منتجات مخبوزة عالية الجودة لا يختلف مذاقها عن المنتجات المصنوعة بالكامل من دقيق القمح بل قد تتفوق عليها في بعض الجوانب الغذائية.
وأظهرت التجارب أن إضافة نسبة عشرة بالمئة من دقيق قشر الموز كبديل لدقيق القمح يرفع من محتوى البروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية في المنتجات النهائية كما أنه يمنح المخبوزات لونا ذهبيا طبيعيا وجذابا مما يعزز قيمتها الغذائية والشكلية للخبز والكعك وحتى المكرونة والحلويات.
ولم يقتصر الأمر على الموز فقط حيث أثبتت أبحاث أخرى أن قشور فواكه مثل المانجو يمكنها أيضا أن تضفي نكهة مميزة على المخبوزات وتزيد من محتواها من مضادات الأكسدة وهو ما يفتح الباب أمام استخدامات مبتكرة لمكونات كانت تعد في السابق من المهملات.
وفي اختبارات التذوق التي أجريت على مستهلكين لتجربة كوكيز تم إعداده بدقيق قشر الموز لم يلحظ المشاركون أي فرق كبير في الطعم مقارنة بالكوكيز التقليدي بل عبروا عن رضاهم التام عن النكهة واللافت في الأمر أن هذه المخبوزات احتفظت بجودتها وظلت صالحة للاستهلاك لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر عند حفظها في درجة حرارة الغرفة.
إن تحويل قشور الموز من مجرد نفايات إلى مكون غذائي مبتكر لا يعد فكرة صحية فحسب بل يمثل توجها عالميا نحو تبني أنظمة الأكل المستدام وتقليل الفاقد من الغذاء مما يجعله خيارا واعدا يساهم في مستقبل التغذية العالمية.