
يعاني الكثيرون من مشاكل صحية متعددة مثل الاضطرابات الهضمية وآلام الفك وسوء امتصاص العناصر الغذائية الضرورية دون إدراك أن السبب قد يكمن في عادة يومية بسيطة وهي طريقة مضغ الطعام. إن الأسلوب السريع أو غير المتوازن في تناول الوجبات لا يؤثر فقط على راحة الجهاز الهضمي بل يمتد تأثيره ليشمل صحة الفم والتحكم في الوزن.
تعد اضطرابات الجهاز الهضمي من أبرز العلامات على المضغ الخاطئ فعندما يتم بلع قطع الطعام الكبيرة بسرعة فإن المعدة تواجه صعوبة بالغة في تفكيكها مما ينتج عنه أعراض مزعجة مثل الانتفاخ وعسر الهضم والغازات. كما أن المضغ غير الكافي يقلل من إنتاج اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات هاضمة تبدأ عملية تكسير الكربوهيدرات والدهون في الفم وعندما لا تتم هذه المرحلة الأولية بشكل سليم يتأخر الهضم وتتخمر بقايا الطعام في الأمعاء مسببة حرقة المعدة وارتجاع المريء.
يمتد تأثير المضغ غير السليم إلى صحة الفك والعضلات المحيطة به فالاعتماد على جانب واحد من الفم بشكل مستمر يؤدي إلى نمو غير متوازن لعضلات الفك ويسبب إجهاداً وألماً وقد يتطور الأمر إلى مشاكل في المفصل الصدغي الفكي. يشعر البعض بإرهاق أو توتر في الفك أثناء تناول الطعام وهو مؤشر واضح على أن حركة المضغ تحتاج إلى تصحيح سواء بسبب تناول لقمات كبيرة جداً أو بسبب الحركة المحدودة للفك.
تتطلب الطريقة الصحيحة للمضغ تبني عادات بسيطة وفعالة منها تناول لقمات صغيرة ومضغها ببطء حتى يفقد الطعام قوامه ويصبح شبيهاً بالعجين قبل البلع وينصح الخبراء بمضغ اللقمة الواحدة حوالي ثلاثين مرة. ومن الضروري أيضاً توزيع جهد المضغ على جانبي الفم بالتساوي عبر تحريك الطعام باللسان من جانب لآخر وذلك لضمان نمو متوازن لعضلات الفك وتقليل الإجهاد عليها.
يعد تناول الطعام بشفاه مفتوحة من الأخطاء الشائعة التي لا تقتصر على المظهر الاجتماعي بل تؤثر على عملية الهضم والسلامة. إن إبقاء الشفتين مغلقتين أثناء المضغ يساعد على إبقاء الطعام داخل الفم ويتيح للسان توجيهه بكفاءة نحو الأضراس الخلفية لطحنه جيداً. أما بلع قطع كبيرة لم تمضغ بشكل كاف فيمكن أن يسبب ألماً في الحلق ويزيد من خطر الاختناق.