الصداع النصفي لا يبدأ فجأة.. إشارات يرسلها جسدك قبل نوبة الألم بأيام

الصداع النصفي لا يبدأ فجأة.. إشارات يرسلها جسدك قبل نوبة الألم بأيام
الصداع النصفي لا يبدأ فجأة.. إشارات يرسلها جسدك قبل نوبة الألم بأيام

خلافا للاعتقاد الشائع بأن الصداع النصفي يهاجم بشكل مفاجئ فإن نوباته لا تبدأ من العدم بل تسبقها مجموعة من الإشارات التحذيرية التي يرسلها الجسم قبل بدء الألم الفعلي بيوم أو يومين أحيانا وهي مرحلة تعرف بالطور التمهيدي وتمثل فرصة ثمينة للمريض لاتخاذ إجراءات وقائية.

وتتنوع أعراض هذه المرحلة المبكرة بشكل كبير وتعد بمثابة إنذار بقدوم النوبة ومن بين أبرز هذه العلامات تظهر تغيرات ملحوظة في الشهية كرغبة قوية ومفاجئة في تناول أطعمة معينة مثل الشوكولاتة أو المأكولات المالحة كما قد يشعر الشخص باضطراب في درجة حرارة الجسم فيتأرجح بين الإحساس بالبرودة والتعرق المفاجئ وتعد زيادة الشعور بالعطش وكثرة التبول مؤشرا مهما أيضا نتيجة لاختلال التوازن الهرموني والسوائل في الجسم.

على الصعيد النفسي والجسدي تشمل الأعراض تقلبات مزاجية حادة تتراوح بين العصبية المفرطة والحزن غير المبرر أو النشاط الزائد ويشكو الكثيرون من ألم وتيبس في الرقبة قبل النوبة بالإضافة إلى اضطرابات في النوم كصعوبة الخلود إلى الفراش أو الاستيقاظ مع شعور بالإرهاق الشديد ومن العلامات الجسدية الأخرى التثاؤب المفرط الذي لا يمكن السيطرة عليه وحساسية متزايدة تجاه الضوء والأصوات وتورم في الأطراف بسبب احتباس السوائل وتشوش وضبابية في الرؤية وكل هذه الأعراض تعكس تغييرات عصبية معقدة تحدث في الدماغ قبل بدء الصداع.

من المهم التمييز بين الطور التمهيدي ومرحلة الأورة التي تسبق الصداع لدى بعض المرضى فالطور التمهيدي يسبق النوبة بيوم أو يومين ويتضمن أعراضا جسدية ومزاجية عامة أما الأورة فهي مرحلة عصبية قصيرة لا تتجاوز مدتها الساعة وتتميز بأعراض محددة مثل رؤية وميض ضوئي أو خطوط متعرجة أو مواجهة صعوبة في الكلام أو مشكلات في السمع ويجب التنويه إلى أن مرحلة الأورة لا تحدث لكل مرضى الصداع النصفي بينما يعتبر الطور التمهيدي أكثر شيوعا وانتشارا بينهم.

عندما يلاحظ المريض ظهور هذه العلامات المبكرة يمكن لبعض الإجراءات السريعة أن تساهم في تقليل شدة النوبة القادمة ويوصى بتناول الأدوية التي وصفها الطبيب فور الشعور بالأعراض الأولى والانتقال إلى غرفة هادئة ومظلمة لتقليل المحفزات الحسية كما أن استخدام الكمادات الباردة على الجبين أو الرقبة قد يساعد في تخفيف الضغط ومن الضروري الحرص على شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف الذي قد يزيد من حدة الصداع مع تجنب المحفزات المعروفة لدى المريض كالروائح القوية أو الضوضاء العالية والإضاءة الساطعة.

للسيطرة على الصداع النصفي على المدى الطويل ينصح الخبراء بتبني استراتيجيات وقائية مستمرة ترتكز على تعديل نمط الحياة وتشمل هذه الاستراتيجيات الحصول على قسط كاف ومنتظم من النوم العميق وممارسة الرياضة المعتدلة كالمشي أو اليوغا بانتظام وتقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين كما يفيد تدوين يوميات الصداع في تحديد المسببات والمحفزات الشخصية لكل مريض ويعتبر التحكم في الضغط النفسي عبر تقنيات التأمل أو تمارين الاسترخاء جزءا أساسيا من خطة الوقاية الشاملة.