
يشير خبراء التغذية العلاجية إلى أن استهلال اليوم بتناول زيت الزيتون على معدة فارغة يمثل عادة صحية قديمة اكتسبت زخما حديثا لما تحمله من فوائد جمة للجسم حيث يؤثر هذا التقليد البسيط بشكل إيجابي ملحوظ على الصحة العامة عند المداومة عليه باعتدال ويطلق عليه البعض اسم الذهب السائل لقيمته العالية.
يساهم تناول زيت الزيتون البكر الممتاز في دعم صحة القلب والأوعية الدموية بشكل فعال فهو غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة وعلى رأسها حمض الأوليك بالإضافة إلى مضادات الأكسدة القوية مثل البوليفينولات وتعمل هذه المكونات معا على خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع نظيره النافع مما يحد من مخاطر تصلب الشرايين ويساعد على تنظيم ضغط الدم.
وتتجاوز فوائده الجهاز الدوري لتصل إلى الجهاز الهضمي حيث يعمل زيت الزيتون كملين طبيعي للمعدة والأمعاء ويقدم حلا لمشكلة الإمساك المزمن كما يشكل طبقة واقية على جدار المعدة تقلل من تهيجها وتفيد بشكل خاص الذين يعانون من الالتهابات أو القرحة بالإضافة إلى ذلك فإنه يحفز إفراز العصارة الصفراوية وإنزيمات البنكرياس مما يعزز كفاءة عملية الهضم.
يلعب زيت الزيتون أيضا دورا حيويا في دعم صحة الكبد وتخليص الجسم من السموم إذ يساعد على تنظيف الكبد من الرواسب الضارة الناتجة عن الأنظمة الغذائية غير الصحية والملوثات وتشير بعض الدراسات إلى أن مزجه مع قليل من عصير الليمون صباحا ينشط وظائف الكبد ويحسن عملية الهضم ويقلل الشعور بالانتفاخ والخمول.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأن تناول الزيوت يزيد الوزن فإن استهلاك كمية معتدلة من زيت الزيتون على الريق قد يساعد في ضبط الوزن فهو يمنح إحساسا بالشبع لفترة طويلة ويقلل الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام كما تساهم أحماضه الدهنية في تحفيز عمليات الأيض بالجسم وحرق الدهون المخزنة خصوصا عند اقترانه بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
ولا تقتصر المنافع على الجانب الجسدي بل تمتد لتشمل الصحة العقلية والدماغية فالزيت غني بمضادات الأكسدة وفيتامين هـ وهي عناصر تحمي الخلايا العصبية من التلف وتساعد ملعقة صغيرة منه في الصباح على تنشيط الذاكرة وتحسين القدرة على التركيز كما تشير أبحاث أولية إلى دوره المحتمل في الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية كالزهايمر.
يعد زيت الزيتون مقويا طبيعيا لجهاز المناعة بفضل محتواه من مركبات البوليفينول التي تتمتع بخصائص مضادة للالتهاب والميكروبات مما يقلل من فرص الإصابة بالعدوى مثل نزلات البرد والإنفلونزا خاصة خلال فترات تغير الفصول.
كما أن له تأثيرا إيجابيا على الحالة النفسية والمزاجية حيث تدخل الأحماض الدهنية الصحية في تركيب بعض النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالراحة النفسية ولذلك قد يساهم تناوله في الصباح في تخفيف التوتر وتحسين المزاج العام على مدار اليوم.
تظهر فوائد زيت الزيتون الجمالية عند تناوله بانتظام فهو يرطب البشرة من الداخل ويمنحها النعومة واللمعان ويحارب علامات الشيخوخة المبكرة كالتجاعيد بفضل غناه بمضادات الأكسدة وفيتامين هـ كما أنه يغذي الشعر ويقويه ويقلل من جفاف فروة الرأس.
وتمتد فوائده لتشمل صحة العظام والمفاصل حيث يحتوي على عناصر تقلل من الالتهابات المفصلية وتخفف الآلام المزمنة كما يساعد تناوله على الريق في تحسين امتصاص الجسم للكالسيوم مما يدعم قوة العظام ويقي من خطر الإصابة بالهشاشة.
ولمرضى السكري أو المعرضين لخطر الإصابة به يعتبر زيت الزيتون خيارا صحيا حيث أظهرت الدراسات قدرته على تحسين حساسية الجسم للأنسولين والمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم.
للحصول على هذه الفوائد ينصح بتناول ملعقة صغيرة إلى ملعقتين كبيرتين يوميا من زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور على البارد ويمكن شربه مباشرة أو مزجه مع قليل من الماء الدافئ وعصير الليمون.
مع ذلك يجب الانتباه إلى بعض المحاذير فالإفراط في تناوله قد يسبب اضطرابات هضمية كالإسهال وينبغي على من يعانون من مشكلات في المرارة استشارة الطبيب أولا كما يجب على متبعي الحميات الغذائية منخفضة السعرات احتساب السعرات الحرارية التي يضيفها الزيت إلى نظامهم الغذائي.